تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يكن ينقصنا إلاَّ هذهِ "التمثيليةُ" في مجلسِ النوابِ!
فجأةً، قفزَ "النجيبُ العجيبُ" من موقعِ المسؤولِ عن كلِّ شيءٍ إلى موقعِ الضحيةِ:
تعالوا حاسبوني واطرحوا الثقةَ!
طبعاً دولتهُ يعرفُ أن هذه اللعبةَ لا يتحمَّلها البلدُ في هذهِ اللحظةِ، وأنَ المنظومةَ كلها لنْ توافقَ… فـ"باعهمْ حكي"…
وتولَّى رئيسُ المجلسِ الاستاذ نبيه بري إقفالَ الموضوعِ، على طريقتهِ الديبلوماسيةِ...
فما أبرعَكَ بالتمثيلِ دولةَ "النجيبِ العجيبِ" في تدويرِ الزوايا، وعملياتِ الإخراجِ حتى كتابةِ السيناريو…
***
إذاً، لا "الكابيتال كونترول" الخبيثُ قلَّعَ، ولا بديلَ متعقِّلاً وعادلاً في الأفقِ،
ولا وفدَ صندوقِ النقدِ سيجدُ شيئاً يناقشكمْ فيهِ، ولا خطَّةَ تعافٍ،
وطبعاً لا موازنةَ... ولا مَن يوازنونَ!
إنهُ التخبُّطُ في كلِّ شيءٍ، والانزلاقُ سريعاً وعميقاً في المجهول…
***
و"تُربِّحونَ كلكُّمْ "جميلة" للقطاعِ العامِ، أي لشريحةٍ كبيرةٍ من المواطنينَ،
خاصةً للجيشِ والقوى الأمنيةِ، بماذا؟
فقط، بأنكمْ ستدفعونَ الرواتبَ كاملةً، هذا الشهرَ!
هذا عيبٌ وحرامٌ، ومهزلةٌ ومأساةٌ في الوقتِ نفسهِ.
ولكنْ، ماذا يفعلُ هذا المواطنُ، أو هذا العسكريُّ الذي لم يعدْ راتبهُ يشتري لهُ "المنقوشةَ" ولا يدفعُ ثمنَ قارورةِ غازٍ تُدفِّئُ الأولادَ؟
لو تسألونَ مثلاً ماذا فعلَ الشهرُ الفائتُ، عندما بقيَّ نصفُ الراتبِ عالقاً في البطاقةِ، كيفَ أكلَ وشربَ وحصلَ على الدواءِ؟
هذا العسكريُّ، في الجيشِ والقوى الأمنيةِ، الساهرُ عليكمْ وعلى البلدِ، حيثُ الفلتانُ الاجتماعيُّ يتسارعُ، ماذا تعطونهٌ ليصمدَ ويتمكنَ من أداءِ مهمَّاتهِ الخطرةِ؟
قولوا لنا: أليسَ هذا المسارُ هو الوصفةُ المثاليةُ لأخذِ البلدِ إلى الفوضى المطلقةِ والمجهولِ؟
***
كفى ضحكاً على الناسِ، وكفى هروباً إلى الأمامِ…
وإذا كانَ الشعبُ اللبنانيُّ قد اختبركمْ جيداً على مدى 25 عاماً، وأدركَ فسادكمْ وعجزكمْ وفشلكمْ، وفقَدَ الثقةَ بكمْ تماماً،
فكيفَ تُريدونَ أن يثقَ بكمْ المجتمعُ الدوليُّ والمؤسساتُ المانحةُ، وكيفَ سيثقُ بكمْ صندوقُ النقدِ الدوليِّ، ويوقِّعُ معكمْ أيَّ اتفاقٍ؟
***
في كلِّ يومٍ، تتزايدُ علاماتُ التشقُّقِ في هذا الهيكلِ "الدولةِ" التي حوَّلتموها الى كرتونٍ …
تُلهونَ الناسَ بالمسرحياتِ، ساعةً بصراعاتكمْ السياسيةَ، وساعةً بالجدالِ حولَ دورِ القضاءِ، ودورِ المصارفِ، ومسائلِ الليرةِ والدولارِ التي خربتنا وياَّستنا وقرَّفتنا منها ومنكمْ…
ارحموا مَن بقيَّ في هذا البلدِ…!