تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
كتبت رويترز "أن إبرام اتفاق نووي مع إيران قد يرفع الحظر المفروض على صادراتها من النفط والغاز"، لكن المحللين يحذّرون من أن استعادة التصدير بكميات وافرة قد يستغرق شهورًا ، وأن عمليات التسليم في الوقت الحالي لن تؤدي إلّا إلى تحسين الوضع في السوق لفترة وجيزة فقط.
إذا تم توقيع الاتفاقية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، فمن المتوقع أن لا يكون التسليم الأول للسوق قبل مايو ويونيو، وستحتاج العديد من المصافي العالمية إلى وقت للتحول إلى النفط الإيراني.
قد لا تزيد إيران إنتاجها وتصدير النفط على الفور، باستخدام الاحتياطيات المتاحة لديها والبالغة 100 مليون برميل، في المخازن العائمة. وبالتالي، ستكون الدولة الإيرانية قادرة على إضافة مليون برميل في اليوم فقط، أو 1٪ من الإمدادات العالمية ، في غضون ثلاثة أشهر، ولكن هذا لن يكون سوى انتعاش قصير الأجل.
تنتج إيران حاليًا حوالي 2.5 مليون برميل في اليوم، ولكن لا يتوفر سوى 700000 برميل في اليوم للتصدير إذا تم أخذ الطلب المحلي في الاعتبار، حيث يذهب معظم هذا الحجم إلى الصين".
تحتاج إيران إلى عدة أشهر وربما سنوات للعودة إلى السوق العالمية بشكل قوي، وذلك بسبب حاجة المعدات وبعض حقول النفط إلى الصيانة وإعادة التأهيل. كما أن إيران لا تملك المال الكافي لفعل ذلك الآن، وبالنسبة للشركات الأجنبية خاصة الأوروبية هناك تخوّف من الاستثمار طويل الأمد في النفط الإيراني، كون الولايات المتحدة الأمركية غير قادرة على تلبية طلب إيران، بالتعهّد بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مستقبلاً، فالرئيس بايدن قدّم ضمانات بأن الانسحاب لن يحصل خلال فترة حكمه، لكن الدستور الأمريكي لا يسمح بتقديم ضمانات ابدية، وهو يعطي الصلاحية للرئيس بالانسحاب من أي اتفاق إذا قضت مصلحة الولايات المتحدة الأمركية بذلك.
تحاول أوروبا وأمريكا تجاوز الأزمة التي قد يُحدثها قرار وقف الصادرات النفطية الروسية، أكان حدث ذلك بسبب العقوبات الغربية على روسيا، أم بسبب خطوة انتقامية قد يتخذها الرئيس بوتين، بوقف تصدير النفط إلى قائمة الدول التي شاركت في فرض عقوبات على روسيا. لكن برأي جميع الخبراء فإن إيران وحتى باقي دول "أوبك" غير قادرة على تعويض النقص الذي قد يحصل في السوق العالمية، مما يعني أنه لو حدث ذلك سيضع العالم وأوروبا على شفير أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وارتفاع جنوني في أسعار كافة السلع.
فهل سيُدمر العالم ذاته، بسبب السياسات الانتقامية، وأحقاد الحرب الباردة الدفينة لدى بعض الزعماء؟
** رئيس التحرير
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.