تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما اتحفكمْ بهِ ايتها السلطةُ المبعوثُ المستقلُّ للاممِ المتحدةِ اوليفييه دي شوتر،
"ان مسؤولي الحكومةِ اللبنانيةِ ليسَ لديهمْ أيُّ شعورٍ بضرورةِ التحركِ العاجلِ او العزمِ اللازمِ لتحمُّلِ مسؤولياتهم إزاءَ ازمةٍ اقتصاديةٍ،
ادتْ الى "إفقارٍ وحشيٍّ" للمواطنين.
وتابعَ قائلاً: "انا مندهشٌ جداً من حقيقةِ ان هذهِ الدولةَ في طريقها الى الفشلِ، إن لم تكنْ فشلتْ بالفعلِ، واحتياجاتُ السكانِ لم تتمُّ تلبيتها بعد".
واضافَ: "يعيشونَ في عالمٍ خياليٍّ.. وهذا لا يبشِّرُ بالخيرِ بالنسبةِ لمستقبلِ البلادِ".
***
فعلاً السيد اوليفييه ،لا شيءَ عندَ كلِّ الناسِ يعلو على "هيمنةِ" الدولارِ الذي لامسَ سعرُ صرفهِ في السوقِ السوداءِ 23 الفَ ليرةٍ، من جراءِ إفلاسِ خزينةِ الدولةِ بالفسادِ.
فكيفَ في بلدٍ حدودهُ مباحةٌ، وأجواؤهُ مستباحةٌ، ومياههُ متاحةٌ ، فعنْ أيِّ استقرارٍ نتحدثُ؟
انطلاقاً من المعادلةِ التاليةِ :
" مين ما كان ، بيحكي شو ما كان ، عن شو ما كان ، مع مين ما كان ، ساعة اللي كان ، طالما الحكي ببلاش".
لكن ما هو سيئٌ ، وما عليهِ جمركٌ ، "الهيمنةُ الكلاميةُ" حينَ يتحدثُ الشخصُ من دونِ تقديرِ العواقبِ :
فعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ،وزيرُ الإعلامِ ، امضى عقوداً من السنينِ في مؤسساتٍ إعلاميةٍ لخليجِ الخيرِ . أثرى بالمالِ والعقاراتِ، والفُ صحةٍ على قلبهِ،
في المقابلِ تسبَّبَ مع آخرينَ كثرٍ قبلهُ، من "فاسدي الفسادِ" في إفقارِ شريحةٍ كاملةٍ من الشعبِ اللبنانيِّ،
بالاضافةِ لعزلِ لبنانَ عن اشقائهِ العربِ في دولِ الخليجِ.
***
وزيرُ الإعلامِ ليسَ حالةً منفردةً في هذا البلدِ، مثلهُ مراجعُ وسياسيونَ ورؤساءُ أحزابٍ وتياراتٍ وحركاتٍ :
هذا يقولُ انه قادرٌ على إقفالِ البلدِ في 24 ساعةً، آخرُ يقولُ انهُ لا يمونُ على نقلِ شرطيٍّ بلديٍّ من مكانٍ إلى آخرَ .
يا اهلَ السلطةِ ، خفِّفوا من غلوائكم وتعفُّفكمْ وإطلاقكمْ الكلامَ على عواهنهِ .
البلدُ صغيرٌ والناسُ يعرفونَ بعضهم بعضاً ، البلدُ يعجُّ بأجهزةِ المخابراتِ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، وهم يعرفونَ كلَّ شيءٍ عن كلِّ شيءٍ ،
***
الشعبُ اللبنانيُّ يعرفكمْ " حلِّة ونسب " فلا تحاولوا الإختباءَ وراءَ اصابعكمْ ، تُريدونَ الإنتهاءَ من كلِّ هذهِ الورطةِ التي انتمْ فيها ؟
سلِّموا أموركمْ للدولةِ ، فهي الأَوْلى بأن تمونَ على هذا او ذاكَ ، وهي الأَجدرُ بأن تكافئَ هذا وتعاقبَ ذاكَ، فخَفِّفوا الأَحمالَ من على ظهوركمْ،
حتى ولو متأخِّرينَ بعد ان دمَّرتمْ أُسُسَ الدولةِ اللبنانيةِ من جذورها!
لأنكم إذا لم تفعلوا، فستصبحوا كمجموعةٍ من الناسِ لا معاييرَ بينها ولا مقاييسَ موحَّدةً ،
" يختلطُ الحابلُ بالنابلِ" ، ولا يعودُ الشعبُ يفهمُ شيئاً. فهل هذا ما تريدونهُ ؟
الفوضى غيرُ الخلَّاقةِ؟
***
ثمَّ خفِّفوا قليلاً من الإطلالاتِ التلفزيونيةِ ، جميعكمْ من دونِ استثناءٍ، هل تعرفونَ لماذا؟
لأن الكهرباءَ خذلتكمْ جميعاً ،
وفاتورةُ المولِّداتِ اغلى من كلامكمْ ،
وإذا بقيَّ الوضعُ على هذا المنوالِ، فستصبحونَ كمَن يكلِّمُ نفسهُ،
***
صراحةً، الدولارُ وحدهُ "المهيمنُ" على الناسِ،
هو الذي نشعرُ، نحسُّ، نُقهرُ، ونعاني ونهاجرُ ونتألمُ من ارتفاعهِ،
كلهُ بسببكمِ يا "فاسدي الفسادِ" منذُ 25 عاماً دونَ استثناءٍ!