تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أن الحريَّةَ لم تمتْ على رغمِ كلِّ شيءٍ،
ومن حظِّ لبنانَ أن فيهِ وزراءَ في السلطةِ يقولونَ الكلمةَ الحرَّةَ الحقَّةَ.
في المقابلةِ التلفزيونيةِ مع وزيرِ الخارجيةِ الدكتور عبد الله بو حبيب، اكتشفنا المزيدَ والمزيدَ عن الدولةِ التي تحكُمنا وتتحكَّمُ بنا.
اكتشفنا كم نحنُ غافلونَ عمَّا يفعلونهُ بنا أو يحضِّرونهُ لنا…
واكتشفنا أكثرَ، لماذا نحنُ في القعرِ ولماذا نزدادُ هبوطاً، ولماذا علينا أن نتوقعُ المزيدَ من الكوارثِ والوجعِ.
واكتشفنا أكثرَ، كيفَ ذهبتْ أموالُ الدولةِ حتى أفلستْ وأفلسنا…
واكتشفنا أكثرَ كيفَ نهبوا من جيوبنا ومن تحتِ الوساداتِ التي ننامُ عليها، في السنتينِ الماضيتين، الـ9.5 ملياراتِ دولارٍ التي فضحتهمْ "موديز" بالكشفِ عنها،
في الزمنِ الذي كانَ المواطنونَ الشرفاءُ يتسوَّلونَ الدولارَ الواحدَ من ودائعهمْ، فتحجبهُ عنهم المصارفُ بتكبُّرٍ وتعجرفٍ!
***
تأَّلقَ مرسال غانم كعادتهِ، وطرحَ الأسئلةَ "حفر وتنزيل" على وزيرِ الخارجيةِ الصديقِ عبد الله بو حبيب ، وكانتْ لهُ الأجوبةُ التي يُريدها…
نعم، هناكَ الآلافُ وعشراتُ الآلافِ بل الملايينُ من الدولاراتِ واليورو، دُفِعتْ وتُدفَعُ وستُدفعُ على بعثاتنا في الخارجِ، ولكنْ سياستُنا الخارجيةُ "ما بتسوى فرنك"…
الملايينُ تُدفعُ على البعثاتِ بسلاسةٍ، ولا أحدَ عندهُ مشكلةٌ في إنفاقها... ولكنْ، ماذا تفعلُ هذهِ البعثاتُ لتسويقِ سياسةِ لبنانَ الخارجيةِ؟ لا شيءَ.
والمشكلةُ ليستْ تحديداً في البعثاتِ، بل في هذهِ المنظومةِ السياسيةِ الفاسدةِ والمُفسِدةِ،
هذهِ المنظومةُ تتقاسمُ البعثاتِ طائفياً ومذهبياً ومصلحياً:
هذا السفيرُ لي، وذاكَ القنصلُ لكَ..
وفي النهايةِ كلُّ هؤلاءِ يتفرجونَ على الأزمةِ ولا يعملونَ شيئاً…
واليومَ، التشكيلاتُ جامدةٌ لأن لا مجلسَ وزراءٍ ولا اتفاقَ على المُقاسمةِ…
ولكنَ، الدولاراتِ سالكةٌ نحو الخارجِ من دونِ أيِّ مشكلةٍ..
***
في الحقيقةِ، كما حالُ معالي الوزيرِ عبدالله بو حبيب ،
المشكلةُ قائمةٌ في الخارجيةِ كما في كلِّ الوزاراتِ والإداراتِ والمصالحِ والأجهزةِ والصناديقِ…
أموالٌ هُدِرتْ وتُهدَرُ وستُهدَرُ… من دونِ حسيبٍ أو رقيبٍ، والنتيجةُ، مزيدٌ من الكوارثِ.
فتبَّاً لكمْ يا "منظومةَ فاسدي الفسادِ"، إياها دونِ علمٍ او قدرةٍ او دراسةٍ او معرفةٍ بإدارةِ البلادِ على كافةِ الصُّعدِ…
وإلى المزيدِ من كشفِ فسادكمْ المستشري حتى زوالِ هذهِ الغيمةِ السوداءِ من سمائنا،
وانتصارِ الحقِّ والحقيقةِ!