تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الايامِ الاخيرةِ، او فلنقل منذُ ما قبلَ تشكيلِ الحكومةِ، لم يظهر "النجيبُ العجيبُ" إلاَّ صادقاً مع نفسهِ وليسَ بالضرورةِ هنا صادقاً مع الآخرين...
فبطلُ تدويرِ الزوايا بحنكةٍ، لم يفعلْ شيئاً سوى تلقي الرغباتِ حتى لا نقولَ اكثرَ، وتحويلها بطولاتٍ في الحكمةِ والرؤيةِ والبَصيرةِ...
وها هو "النجيبُ العجيبُ" وبعدَ سلسلةِ تنازلاتٍ قدَّمها على شكلِ تسوياتٍ، يقفُ منتظراً على الرصيفِ كحارسِ الميناءِ، قدومَ السفنِ والعواصفِ والركابِ والبضائعِ، فيما هو لا يفعلُ شيئاً ولا يبادرُ بشيءٍ سوى تسجيلِ حركةِ الدخولِ والخروجِ،
مختبئاً من العواصفِ، مهلِّلاً في الاحتفالاتِ، وباكياً مع المودِّعينَ!
***
أينَ رئيسُ الحكومةِ؟ وماذا يفعلُ غيرَ البكاءِ والأسفِ والاسى والاعتذارِ؟
لماذا اساساً شكّلتَ حكومةً ما دامَ رئيسُ الجمهوريةِ لا يزالُ،
يُمسكُ بزمامِ الامورِ، وبالشاردةِ والواردةِ، ويترأسُ اجتماعاتِ ترسيمِ الحدودِ، والتفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، والمسائلِ القضائيةِ الخلافيةِ،
فيما "النجيبُ العجيبُ" يمارسُ منذُ اللحظةِ الاولى وكأنهُ بدلٌ عن ضائع، ورئيسُ مرحلةِ تقطيعِ وقتٍ، واليومَ تصريفُ اعمالٍ...
هل بادرَ "النجيبُ العجيبُ" بشيءٍ؟ وهل إنتفضَ ضدَّ شيءٍ؟ هل تدخَّلَ لحسمِ مسألةٍ ما في اجتماعِ مجلسِ الوزراءِ ....
فقط إنتفضَ بالأمسِ وهو على حقٍ طبعاً، عندما مسَّ وزيرُ اعلامِ حكومتهِ بعلاقاتِ لبنانَ باشقائهِ الخليجيينَ من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الى الاماراتِ العربيةِ المتحدة ودولة الكويت ...
يُقالُ، قد يكونُ ميقاتي موافقاً ضمناً على كلامِ قرداحي!
ولكنهُ يريدُ وهو العاجزُ عن دخولِ البوابةِ الخليجيةِ تسليفَ العربِ موقفاً لعلهُ ينالُ رضى لنْ يحصلَ عليهِ.
وهو اساساً لم يغيِّرْ شيئاً في اداءِ حسان دياب.. اقصى ما قامَ بهِ حتى الان، هو زيارةُ العراقِ "لشحادة" الفيول، عدا ذلكَ أينَ ميقاتي لرأبِ الصدعِ الحكوميِّ؟ ألمْ يكنْ يعرفُ سلفاً مخاطرَ كلِّ التفخيخِ في مجلسِ الوزراءِ؟
***
أينَ ميقاتي في حسمِ البطاقةِ التمويليةِ التي ضاعَ الناسُ بشأنها؟
أينَ ميقاتي، وأينَ موقفهُ كرئيسِ حكومةٍ من توقيتِ اجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ الذي يعودُ للحكومةِ تحديدهُ...
أينَ ميقاتي من التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ الذي صارَ "كحكايةِ جحا" او "كراجح" الكذبةِ في مسرحيةِ الاخوين رحباني؟
أينَ ميقاتي من الأنقاذِ الذي تحدَّثَ عنهُ، وهو قد عادَ (التفاوضُ بشأنِ إضرابِ قطاعِ النقلِ اكبرُ شاهدٍ) وقد عادَ الى سياسةِ التأجيلِ والترقيعِ والوعودِ...
أينَ ميقاتي من وعودِ حكومتهِ بدعمِ المدارسِ والاساتذةِ وقطاعِ الاستشفاءِ الذي يترنَّحُ؟
***
هذهِ عيِّناتٌ من "رئيسِ حكومةٍ" تحوَّلَ الى حارسِ حيٍّ.. والأنكى ان الحارسَ عقدَ سلسلةَ تفاهماتٍ، وقدَّمَ سلسلةَ تنازلاتٍ قبلَ ان يتمَ تعيينهُ حارساً، وينتظرُ كما ينتظرُ مَن تفاهمَ معهم لتنفيذِ التفاهماتِ التي ستكونُ طبعاً على حسابِ المؤسساتِ ولمصلحةِ الزبائنيةِ والمحاصصةِ...
فهلْ يَشدُّ العصبَ للعودةِ الى الحكومةِ فقط لتنفيذِ اجاندا المحاصصاتِ واولها التعييناتُ في الادارةِ عشيةَ الانتخاباتِ النيابيةِ...
الحارسُ يتَّكِلُ ان لا احدَ سيحاسبُ..
لكنهُ نسيَ ان من ينتظرُ على رصيفِ الميناءِ، قد تأتي عاصفةٌ وتجرُفهُ الى الاعماقِ...