تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مضحكٌ مبكٍ هذا الذي يتابعهُ اللبنانيُّ العريقُ الحضاريُّ المتألِمُ في صمتٍ .
المضحكُ المبكي ان يجدَ طبقةً سياسيةً تتعاطى مع الإستحقاقاتِ المفصليةِ وكأنَ شيئاً لم يجرِ في هذا البلدِ منذُ 17 تشرين وصولاً إلى 4 آب .
المشهدُ مُقزِّزٌ ومقرِفٌ :
مشاوراتُ ما قبلَ الإستشاراتِ .
" غدواتٌ وعشاواتٌ " وكأنَ المسألةَ فقط في " الخبزِ والملحِ" !
لو كنَّا في ظرفٍ عاديٍّ والدنيا بألفِ خيرٍ، لكانَ بالإمكانِ إعطاؤكم اسباباً تخفيفيةً عمَّا تقومونَ بهِ ، لكنْ ما بَالكمْ ؟
الا تشعرونَ بما يجري؟
الا تتذكرونَ ان في هاتينِ السنتينِ مرَّ أخطرُ حدثينِ في هذا القرنِ ، حتى الآن ؟
ثورةُ 17 تشرين
وإنفجارُ 4 آب
لا احدَ في الدنيا قادرٌ على تجاوزِ هذينِ الحدثينِ ، والتعاطي في السياسةِ وكأنَ هذينِ الحدثينِ لم يقعا .
ثورة17 تشرين قامتْ في وجهِ طبقةٍ سياسيةٍ ، هي ذاتها تحاولُ اليومَ إعادةَ إنتاجِ نفسها !
دقِّقوا في الوجوهِ التي تشتغلُ على خطِّ تشكيلِ الحكومةِ ، أليستْ هي ذاتها التي تسببتْ في إنهيارِ خريفِ 2019 والتي ادتْ الى ثورة 17 تشرين ؟
مَن شاركَ في الانهيارِ، كيفَ يُؤتمنُ ان يُشاركَ في الإنقاذِ ؟
في أيِّ بلدٍ في العالمِ تندلعُ ثورةٌ وتُنبَذُ الطبقةُ السياسيةُ، ثم تعودُ هذهِ الطبقةُ لتحاولَ ان تُديرَ دفةَ الحكمِ ؟
إنها لمأساةٌ وأستخفافٌ وأستهزاءٌ بعينهِ:
طبقةٌ تُسقطها ثورةٌ ،
فتحاولُ الطبقةُ التي خرجتْ من الابوابِ التي طارتْ في إنفجارِ 4 آب،
لتعودَ من "قساطلِ مزاريبِ" الفسادِ،
وليسَ باستطاعتكمْ ان تلتفوا على الثورةِ، أو تحاولوا الإلتفافَ عليها.
نحاولُ ان نكونَ متفائلينَ .
نحاولُ ألا نُثبطَ العزائمَ .
نحاولُ ان نقولَ " عسى ولعلَّ "
ولكن اسمحوا لنا :
ليسَ فيكم مؤشِّرٌ إلى أنكم قادرونَ على الإنقاذِ لأنَ " الوردَ لا يطلعُ من العوسجِ" .
***
كيفَ تعودونَ الى الطرقِ التقليديةِ في تشكيلِ الحكوماتِ، وإجراءِ الإنتخاباتِ النيابيةِ فيما زلزالانِ ضربا لبنانَ في اقلَّ من سنتينِ ؟
الاولُ في 17 تشرين
والثاني في 4 آب
لا حكومةَ يمكنُ أن تتخطى هذينِ الزلزالينِ .
لا شخصيةَ من الطبقةِ السياسيةِ يمكنُ ان تمرَّ عليهما كأنَ شيئاً لم يكنْ .
هل تعرفونَ ان القنبلةَ الأكبرَ تدميراً في التاريخِ،
ولَّدتْ أكثرَ من مئتَي قنبلةٍ موقوتةٍ ،
وربما سيكونُ لكلِّ الجرحى كذلك ، الذين فاقَ عددهم الستةَ آلافٍ، و 300 الفِ مواطنٍ الذين دمرتْ منازلهم وتهجروا، فما بالكم ؟
***
عندكمْ "فرحةُ" التأليفِ، والتسهيلُ "ماشٍ" على قدمٍ وساقٍ، ولو اعرجَ،
لكنْ...
كلمةٌ "وردُ غطاها": بحكومةٍ او لا...
4 آب تاريخٌ مفصليٌّ!