تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
قيل: " إن دمعةً في عينِ طفلٍ تُساوي الدنيا كلها" فكيفَ إذا كانت في عينِ عسكريٍّ ؟
مَن هو هذا المجرمُ الذي وضعَ أهالي ضحايا المرفأِ وجهاً لوجهٍ مع العسكريين؟
قالتْ لهُ الأم الثكلى وهي تحملُ صورةَ ابنها الذي ماتَ " حريقاً " في المرفأِ ، للعسكريِّ الذي يقفُ في وجهها :
" كانَ يمكنُ ان تكونَ انتَ مكانهُ ، فماذا كانتْ ستفعلُ امكَ" ؟
لم يتمالك العسكريُّ نفسهُ فأغرورقت عيناهُ بالدموعِ.
هذا العسكريُّ الذي ظهرَ على شاشاتِ التلفزةِ ، وبالتأكيدِ شاهدتهٌ أمهُ وأطفالهُ ، ماذا سيقولُ لهم حينَ يعودُ من خِدمتهِ ؟
هل يقولُ لهم إنه كانَ يمكنُ أن يكونَ في الصورةِ التي كانت تحملها تلكَ الأمُ ؟
هل يقولُ لهم إن واحداً منهم أو جميعهم كانَ يمكنُ ان يكونوا في الاشرفية أو الكرنتينا او في أي منطقةٍ وصلتْ إليها أضرارُ الإنفجارِ ؟
***
حينَ يبكي الشعبُ ، الجيشُ يُبلسِم ، ولكنْ حينَ يبكي الجيشُ ، فمَنْ يُبلسِم؟
الجيشُ من الشعبِ ، مقهورٌ معهُ ، محتاجٌ معهُ ، راتبهُ لا يكفيهِ ، لا يجدُ حليباً لأطفالهِ ، لا يجدُ دواءً ، لم يعدْ يملكُ إلاَّ الدموعَ فذرفها ؟
وأهالي ضحايا المرفأِ ، ماذا تنتظرونَ منهم ؟
هل تنتظرونَ منهم الإستسلامَ ؟
هل تنتظرونَ منهم ان يبقوا في منازلهم ؟
حينَ تكون القضيةُ تخصكم يا حضراتِ السياسيينَ ، توقفونَ الزمنَ وتقلبونَ الدنيا من اجلِ الوصولِ إلى حقيقةٍ تريدونَ ان تعرفوا عنها،
لكن حينَ يتعلَّقُ الأمرُ بالمواطنينَ العاديينَ " المقهورين " فإنكم تتجاهلونَ على قاعدة " حايدي عن ظهري بسيطة"،
فلو أن احدَ ابنائكمْ او اقاربكمْ أو اصحابكمْ " دقّتوا شوكة " ،
هل كنتمْ تتصرفونَ بلا مبالاةٍ كما تتصرفونَ الآن وكما تصرفتمْ على مدى عامٍ من عمرِ إنفجارِ المرفأِ ؟
***
تحرُّكُ أهالي الضحايا والأسلوبُ الذي بدأوا يعتمدونهُ، يُعوَّلُ عليهِ ، فهُم بدأوا يبتعدونَ عن فكرةِ الإعتصامِ في مكانٍ واحدٍ أو أمكنةٍ واحدةٍ،
بل اعتمدوا نهجَ الذهابِ إلى منازلِ الوزراءِ والقضاةِ ، وهذا النهجُ بدأ يُعطي مفعولهُ ،
فبعدما توجهوا الى منزل وزيرِ الداخليةِ محمد فهمي ، اجتمعوا معهُ ، والقصةُ الحقيقيةُ انه وعدهم بأنه سيعطيهم اسماءَ القضاةِ الذين قدموا الدراسةَ لهُ والتي تُفضي الى عدمِ رفعِ الحصاناتِ عن البعضِ .
***
ما يقومُ بهِ أهالي الشهداءِ كانَ يُفترضُ ان تقومَ بهِ السلطاتُ المختصةُ منذُ لحظةِ إنفجارِ المرفأِ ،
لكنْ كما كلُّ شيءٍ في لبنانَ ، هناك دائماً رهانٌ على عاملِ الوقتِ ، على اعتبارِ ان الوقتَ هو حلَّالُ المشاكلُ .
لكنْ ثِقوا ، هذهِ المرةَ الوقتُ ليسَ لمصلحتكمْ .