تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
... وبدأ المسُّ بفلسِ الارملةِ !
حاوَلوا عدمَ تجرُّعِ الكأسِ المرَّةِ لكنْ الفشلَ كانَ من نصيبهم ، وهذا ليسَ مستغرباً في بلدٍ لا تتحركُ سلطتهُ التنفيذيةُ إلاّ بعدَ فواتِ الأوانِ .
***
منذُ متى كانَ معروفاً أن مصرفَ لبنانَ لن يعودَ باستطاعتهِ أن يفتحَ اعتماداتٍ ، على 1500 ليرةٍ لشراءِ محروقاتٍ ؟ " تركوا أنفسهم لآخرِ دقيقةٍ حتى يتحرَّكوا" .
مصرفُ لبنانَ لم يعد لديهِ في الأحتياطِ سوى 14 مليارَ دولارٍ ، وهو الأحتياطُ الإلزاميُّ للمصارفِ أي الـــ 15 في المئةِ من أموالِ المودعينَ بالدولارِ .
يعني صاحبُ وديعةِ مئةِ الفِ دولارٍ لديهِ في مصرفِ لبنانَ 14 ألفَ دولارٍ . هذه الـــ 14 الفَ دولارٍ قررَ اجتماعُ بعبدا ان يقتطعَ منها لفتحِ اعتماداتٍ للبنزين بالسعرِ العالميِّ لأسعارِ البنزين وبيعهِ في لبنان على سعرِ 3900 ليرةٍ للدولارِ .
يعني ان مصرفَ لبنانَ يخسرُ في كلِّ دولارٍ 12 الفَ ليرةٍ وفقَ الحسبةِ التاليةِ :
يفتحُ اعتماداً بنصفِ مليارِ دولارٍ Fresh ( أي على سعرِ دولار 16 الفَ ليرةٍ لكلِّ دولارٍ ،من الاحتياطِ الإلزاميِّ للمودعينَ لشراءِ البنزين .
يُباعُ البنزينُ على سعرِ 3900 ليرةٍ للدولارِ .
فيخسرُ مصرفُ لبنانَ 12 الفَ ليرةٍ في كلِّ دولارٍ . وهذا إسمهُ الدعمُ ، وهذهِ الخسارةُ تُقيَّدُ على إنها دينٌ في ذمةِ الدولةِ اللبنانيةِ لمصلحةِ مصرفِ لبنانَ وهي في نهايةِ المطافِ من حقِّ المواطنِ اللبنانيِّ الذي هو صاحبُ المالِ .
ولكن هل أستشرتمْ المواطنَ اللبنانيَّ قبلَ المسِّ بما تبقَّى من وديعتهِ ؟
أليسَ هذا وضعَ يدٍّ على ما تبقَّى من أموالهِ ؟
ثم مَن قالَ إن مصرفَ لبنانَ قادرٌ على السدادِ ؟
للتذكيرِ فقط ، هل يعلمُ احدٌ منكمْ مستحقاتِ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ على خزينةِ الدولةِ ؟ عشراتُ الملياراتِ. كانَ مصرفُ لبنانَ يفتحُ اعتماداتٍ لمصلحةِ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ لشراءِ الفيول ، وتُسجَّلُ هذهِ الاعتماداتُ على أنها دينٌ على مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ كي تسددهُ لمصرفِ لبنانَ ، ولكن منذُ ربعِ قرنٍ ،
متى سددتْ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ جزءاً ولو يسيراً من هذا الدينِ ؟ ابداً ولا مرةً ! واليومَ كيفَ ستسددُ الدولةُ لمصرفِ لبنانَ سلفةَ الـــ 500 مليونَ دولارٍ لشراءِ البنزين .
هذا البنزينُ سيُباعُ بخسارةٍ ( يُشترى على دولار 16 الفَ ليرةٍ . ويُباعُ على دولارِ 3900 ليرةٍ ) ، تماماً كما كانت مؤسسةُ كهرباءِ لبنانَ تبيعُ بخسارةٍ ما تولِّدهُ من كهرباءٍ ( تولِّدُ الكهرباءَ بكلفةِ مئةِ سنتٍ مثلًا لكلِّ كيلو واط ، وتبيعُ الكيلو واط بــ 60 سنتاً ، وهذهِ الخسارةُ متماديةٌ منذُ 25 سنةً).
***
ماذا فعلتْ السلطةُ التنفيذيةُ في هذهِ الحالِ ؟
خافتْ على كراسيها فرضختْ للضغوطِ ومدَّتْ يدها على أموالِ المودعينَ أو ما تبقَّى منها .
وللعِلمِ ، فإن البنزين المدعومَ على 3900 ليرةٍ سيُهرَّبُ جزءٌ كبيرٌ منهُ إلى سوريا .
تَدعمونَ من جيوبِنا " فْهِمنا " ولكنْ لا تمنعونَ التهريبَ ؟ "هيدي ما صارت" !