تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كم تكرَّرَ هذا السؤالُ منذُ إعلانِ لبنانَ الكبيرِ إلى اليومِ والذي احتفلنا بمئويتهِ في ايلولُ الماضي ؟
اليومَ يتكرَّرُ السؤالُ أكثرَ من ايِّ يومٍ مضى ، لأنهُ يترافقُ مع سؤالٍ ملاصِقٍ :
مَنْ يريدُ الشعبُ ان يحكمهُ ؟
يُطرَحُ هذا السؤالُ لأن اللبنانيَّ يشعرُ بأنهُ متروكٌ : لا دولةَ تحميهِ .
اللبنانيُّ يعرفُ أنه في نهايةِ المطافِ يجبُ ان يكونَ هناكَ دولةٌ تحميهِ :
وثيقةُ ولادتهِ من الدولةِ
وثيقةُ وفاتهِ من الدولةِ
تذكرةُ هويتهِ من الدولةِ
جوازُ سفرهِ من الدولةِ
سندُ التملُّكِ من الدولةِ
" ساعةُ الكهرباءِ وعيارُ المياهِ " من الدولةِ .
مهما ابتعدَ المواطنُ عن الدولةِ فإنه في نهايةِ المطافِ سيكونُ محكوماً بالاقترابِ منها شاءَ أم ابى .
***
كم حاولت سلطاتُ الأمرِ الواقعِ خلالَ الحربِ اللبنانيةِ المدَمِّرةِ ان تقومَ مقامَ الدولةِ ؟ فلم تفلح ، بقيتْ مع المواطنِ اللبنانيِّ هويتهُ وجوازُ سفرهِ ، ففي الخارجِ يُبرزُ جوازَ سفرهِ لا بطاقتهُ الحزبيةَ ، هذا إذا كانَ حزبياً .
اليوم، اللبنانيُّ في ضياعٍ ، فمع الإحترامِ الكليِّ لتذكرةِ الهويةِ اللبنانيةِ ولجوازِ السفرِ اللبنانيِّ ، لكنَ كيفَ يشعرُ اللبنانيُّ بالإنتماءِ إلى وطنٍ ؟
هل بالإرتماءِ امامَ بابِ المستشفى وبابَ الصيدليةِ ومحطةِ المحروقاتِ والسوبرماركت ؟
اللبنانيُّ ليسَ شحَّاذاً ، ولا يستعطي " بون البنزين " او كرتونةَ الإعاشةِ ، وحتى أنه لا يريدُ لأحدٍ غيرُ الدولةِ ان توفِّرَ لهُ احتياجاتهِ ،
تماماً كما يحصلُ في ايِّ دولةٍ في العالم تحترمُ نفسها وتحترمُ شعبها، دافعَ الضرائبِ .
***
هذا شعبٌ " عنده من نفسه " ، وتذكروا دائماً :
هذا شعبٌ عصاميٌّ ، بنى نفسهُ بنفسهِ ، كم من عائلةٍ باعتْ " فوقها وتحتها" من اجل ان تعلِّمَ اولادها ؟
لم تَمُدَّ يدها إلى أحدٍ ، لم تستعطِ ، وبالعربي المشبرح لم تشحذ ، اليومَ يُرادُ لها ان تنتظرَ مَن يؤمِّنُ لها البنزينَ والدواء ؟
***
لا والفُ لا ! فيا دولتنا العليَّةَ : قومي من تحتِ الردمِ، انتِ المسؤولةُ عن شعبِكِ، فلماذا هذا التخلي عن أدنى واجباتِكِ ؟
***
آنَ الأوانُ لأن تُصبحَ الدولةُ مؤسساتٍ ، لكن لنبدأ بحكومةٍ اولاً، لا ان يحلَ احدٌ محلَ الدولةِ ، اختبرَ اللبنانيونَ انهيارَ الدولةِ على مدى 25 سنةً ، فماذا كانت النتيجةُ ؟ دمارٌ هائلٌ . كم حاولت قوى ان تحلَ محلَ الدولةِ ، فماذا كانت النتيجةُ؟ الجميعُ يعرفُ النتيجةَ!
الا إذا كانت دولتنا الآنيةُ التي نطالبها ان تصحى وتقومَ لبناءِ ما فاتَها، وفاتَ اكثرَ الشعبِ ، تريدُ الاستسلامَ طوعاً!!