تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكد امين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان أنه"مهما بعدت أو قربت المواقف، فبكركي قضيتها على مر التاريخ الدولة ومؤسساتها، وسقوطها ينهي وجود لبنان ودوره، وهذا ما يجمعنا معها، وذلك الشعار هو منذ أيام البطريرك الياس الحويك، بمعنى أنّه ثابتة ومسلّمة للصرح البطريركي، وإذا ما تعرّض هذا المشروع، أي مشروع الدولة، للخطر، فإنّ بكركي تستنفر وتواجه".
واضاف كنعان في حديث الى صحيفة "النهار": "يدرك القاصي والداني انّ التيار الوطني الحر نشأ من رحم هذا التفكير، أي المؤسسة العسكرية، وصولاً إلى حالة الدولة ومؤسساتها بشكل عام، ومهما اختلفت وتباينت الأمور بين بكركي والتيار، فإنّما هناك خلاف في الأسلوب وليس على الأهداف، وهذا ما يذكّرني بتلك المرحلة التي حصل فيها خلاف بين العماد عون والبطريرك صفير على خلفية تفاهم مار مخايل مع حزب الله. وأتذكر أيضاً واقعة حصلت معي حيث دعاني الكاردينال صفير لنتمشى عند الغروب في الصرح، وقال لي بالحرف: يا ابني، بين إيران والغرب مَن تختار؟ فقلت له: سيدنا أختار لبنان، فقال لي: كيف؟ فأجبته: أينما تكون مصلحة لبنان واستقراره الداخلي نذهب، المهم مصلحة بلدنا واستمراريته، فابتسم موحياً لي بالرضا".
واشار كنعان الى أن "الخلاف مع بكركي على الأسلوب وليس على الأهداف، وبالتالي الأهمية تكمن في حماية لبنان من التجاذبات الإقليمية والدولية وتحصين وضعه الداخلي بأدوات محلية، وهذا ما تكلم عليه العماد عون عندما كان جنرالاً، وحتى يوم أصبح رئيساً للتكتل وصولاً إلى رئاسة الجمهورية، بمعنى عدم إقحام لبنان في سياسة المحاور ونسج صداقات مع الجميع"، وسأل "ولكن لماذا الخلاف على الأسلوب مع البطريرك الراعي؟ فهذا أسلوب الجنرال بالمباشر وطريقته الاستثنائية التي لا يشبهه فيها أحد، بعيداً من الممارسات ضمن الأطر التقليدية، لذا لا أرى خلافاً في الأهداف، وحتى لو ذهب عون إلى إيران يبقى هو ميشال عون، موقفه لا يتأُثر، وهذا لا يعني أنّه لا يريد حكومة إذا طالب بالتدقيق الجنائي، بل هو من يصر عليها، وشخصياً لا أرى أي تعارض بين استكمال التدقيق الجنائي وتأليف حكومة، باعتبار ذلك موجبا دستوريا وعلى الجميع استكمال التدقيق، وهذا ما طُرح في الحكومة في تموز من العام 2020، فلماذا نخترع مشكلة في هذا الإطار، في حين ثمة تلاقٍ وتفاهم بيننا وبين بكركي حول كل الأهداف".
وعن المساجلات والتصعيد القائم بين "التيار" و"القوات اللبنانية"، قال كنعان: "لا شك أنّه كانت بين القوات والتيار صحراء، سعينا إلى خروجهما منها يوم إعلان النوايا، وهذا حدث تاريخي على الصعيد المسيحي قياسًا بما كان الوضع عليه بين الطرفين، وباعتقادي لم نعد نعرف أنّ هناك صحراء ثانية ولن تعود، لماذا؟ لأنّه بالرغم من لغة التخاطب المؤسفة بينهما والتي حصلت مؤخراً، فذلك قابل للمعالجة، لأنّ الذي حقّقناه هو في شقين، الأول استراتيجي وقد تحقق منه الكثير من الأهداف من توازن التمثيل النيابي المسيحي بعد الطائف إذ بات لدينا 50 نائباً بالأصوات المسيحية، وهذا لم يسبق أن حصل في الماضي، إضافةً إلى انتخاب رئيس ميثاقي لأول مرة أيضاً بعد الطائف، وما زال التنسيق قائماً على هذا المستوى في المجلس النيابي عندما تُطرح عناوين استراتيجية، من قانون الانتخاب إلى التوطين والتجنيس وسواها. أما الشق الثاني فيتمثل بالملفات السياسية المرحلية اليومية عبر التنافس بين الطرفين، وهذا يحصل في الحزب الواحد وفي سائر الأحزاب والتيارات السياسية، لذا المطلوب ضبط المواقف والمساجلات تحت سقف الإنجاز الذي تحقق، وأذكر ما حصل معي في حوار بيني وبين الدكتور سمير جعجع، عندما سألته: حكيم، تموضعنا خارجياً إقليمياً ودولياً، أكان شرقاً أم غرباً، شو بيقدّم أو بيأخّر في المعادلة إذا استمرت خلافاتنا؟ فردّ قائلاً: تموضعنا الداخلي أفضل بكثير".
وعما يحكى عن تباينات داخل "التيار الوطني الحر"، لفت كنعان إلى أنّ "الذي لا يعرف نشأة التيار يخطئ في تحليل قيادته وناشطيه ومسؤوليه، فالتيار تمرد على الأحزاب التقليدية ولم يكن يوماً حزباً ولن يكون، فمعظم الأحزاب انشقت ولديها نظامها الداخلي وميثاقها الحزبي ومعظمها أحزاب عقائدية، إلا أنّ التيار متنوع وتحول إلى مشاريع سياسية وليس مشروعاً واحداً نختلف على طريقة تحقيقه، وأنا لا أنكر أنّ هناك مرحلة صعبة نمر بها وهي تؤثر على التيار بفعل وجوده في السلطة وبخاصة رئاسة الجمهورية والصراع الكبير الحاصل اليوم حول ملفات كثيرة، إلى الكباش الإقليمي والدولي، وكل ذلك له تأثيرات على مسار دور التيار وحضوره، ولا شك أنّ هناك خروجا لعدد من العونيين القدامى أو قياديين من التيار من إطاره التنظيمي الحالي، ولكن أذكر هنا ما قاله لي العماد عون عندما أنجزنا الاتفاق الهادئ لانتقال السلطة الحزبية لرئيس التيار جبران باسيل، حيث عمّم يومها على الجميع قائلاً: وصيتي لكم أن تكونوا ضمانة بعضكم، كما كنت أنا ضمانتكم، وهذا الشعار يختصر المسألة التباينية اليوم وكل ما يُنسج من اتفاقات، والتمايز في بعض المواقف والأسلوب أو الاختلاف في بعض الأحيان يقتضيه ملف سياسي أو مالي، وبالنسبة إليّ نحن اليوم تحت سقف المحافظة على ديمومة هذه الحالة الوطنية بدورها وأصلها وفروعها".