تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فرنسا غارقةٌ في مواجهةِ فيروسِ كورونا بعدما باتَ انتشارهُ في العاصمةِ وسائرِ المدنِ مضاعفاً بشكلٍ مخيفٍ .
الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ منهمكةٌ في تعقُّبِ الاتفاقِ الصيني – الإيراني الذي سيكونُ على حسابِ نفوذِ العم سام في المنطقة .
إذا كان لبنانُ يعتمدُ على المبادرةِ الفرنسيةِ وعلى انتظارِ ما ستقررهُ إدارةُ بايدن بالنسبةِ إلى الشرقِ الأوسطِ ، فإن بالإمكانِ القولَ منذُ الآن :
أيها " المسؤولونَ " تهيأوا لأن تُقلِّعوا أشواككم بأيديكم لأن لا أحدَ سيكونُ " بالهُ " فيكم وبفسادكم .
***
أيها المسؤولون ، لا تحلموا بعصا سحريةٍ تأتي من الخارجِ لتساعدكم ، زمنُ المساعداتِ الخارجيةِ ولَّى ،ومَنْ وُلِدَ في هذا البلدِ "علق".
الطبقةُ السياسيةُ فاسدةٌ، فاشلةٌ، عاجزةٌ ومستسلمةٌ،وغيرُ قادرةٍ على أيِّ إنجازٍ على صعيدِ البلدِ، وبالتالي الدولةِ .
الدولُ الراعيةُ للحلولِ في لبنانَ اصطدمت بتعنُّتِ الطبقةِ السياسيةِ ، وعندها جاءت ردةُ فعلِ الدولِ :
" إذا انتم لا تريدونَ مساعدةَ أنفسكم، فكيفَ "ولمن ولمين" ولأيِّ حكومةٍ نساعدكم ؟
باللبناني يقولونَ " واحد وواحد بيعملو اتنين " لا شيءَ " يُغلبِط".
لم تعُدِ الأمورُ على ما يُرامُ بين رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ المكلَّفِ ، لم تعد هناكَ قوةٌ في الأرضِ لم تتدخلَ للتوفيقِ بينهما ، لكنَ الامورَ لم تنجح،
وقد نصحَ الصديقُ وليد جنبلاط، وعلى عادتهِ يلتقطُ اشاراتِ الخطرِ، الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بالتسويةِ، لتشكيلِ حكومةٍ على أقلهِ لتحافظَ على ما تبقَّى من هيكلِ البلدِ.
إذاً ماذا يجبُ أن ننتظرَ ؟ هل يُمكنُ أن نقولَ إن الوقتَ حلَّالُ المشاكلِ،
وعن أيِّ مشاكلَ نتكلمُ سوى عن الشرخِ السياسيِّ المعمَّقِ بينَ نقيضين، فتأخذُ سنواتٍ ليأتي الحلُ من دولِ القرارِ المؤثرةِ بالاتفاقاتِ الدوليةِ والمحوريةِ...وهلاكٌ محتمٌ لِمنْ يبقى من الناسِ .
***
لكنَ السؤالَ يبقى :
هل يحتملُ الشعبُ اللبنانيُّ الاستمرارَ على هذا المنوالِ ؟ بالتأكيدِ لا ، الشعبُ اللبنانيُّ يعيشُ كلَّ يومٍ بيومهِ، ولا يعرفُ ماذا يُخبئ له غده، فكيفَ سيستطيعُ الصمودَ حتى الإنتخاباتِ النيابيةِ المقبلةِ أو الإنتخاباتِ الرئاسيةِ المقبلةِ ؟
هذهِ مهلٌ سياسيةٌ ، لكن اللبنانيَّ باتَ مرتبطاً بمهلٍ تهمُّهُ اكثرَ من المهلِ السياسيةِ :
مهلةُ دعمِ بعضِ السلعِ الغذائيةِ التي تنتهي قريباً بعد ان يكونَ الدولارُ قد نفد .
مهلةُ انتهاءِ توليدِ الكهرباء عبرَ المعاملِ لأنه لم يعد بالإمكانِ تأمينِ السِلفِ لمؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ لشراءِ الفيول .
هذهِ المهلُ ستنتهي في شهرٍ أو شهرين كحدٍ أقصى ، بعد ذلكَ ماذا نفعلُ ؟
وماذا يعودُ ينفعُ ان ننتظرَ المِهلَ السياسيةَ ؟ حينَ يغرقُ البلدُ في العتمةِ؟
وحينَ يصيرُ الخبزُ يُباعُ بالرغيفِ وليسَ بالربطةِ ،
وحينَ لا يعودُ بمقدورِ اللبنانيِّ ان يُدخِلَ اللحمَ او الدجاجَ في غذائهِ ،
وحينَ يصبحُ الحدُّ الأدنى للاجورِ لا يكفي لأكثرَ من سبعِ صفائحَ بنزين ،
عندها، عن أيِّ مهلٍ تتحدثونَ ، بينكم وبين أنفسكم...
أيتها الطبقةُ السياسيةُ الفاشلةُ منذُ 25 سنة!