تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على رغمِ كلِ شيءٍ، نقولُ لكم يا أهلنا وإخوتنا في المواطنيةِ: "المجدُ للهِ في الأعالي، وعلى الأرضِ السلامُ، وفي الناسِ المَسرّةُ".
نعم، السلامُ لوطننا لبنانَ الجريحِ والمَسرَّةُ لكم يا أحباءنا الصابرينَ المناضلينَ الصامدينَ.
وكلنا رجاءٌ بأن الظلامَ، مهما طالَ وتَجبَّرَ، سينحسرُ ليحلَ محلَّهُ النورُ الذي يدخلُ قلوبنا،
فليكن رجاؤنا عميقاً، ولتكن فينا دائماً روحُ الفرحِ والعطاءِ.
***
فلنتأملْ ونستلهمْ الأمثولةَ: هذا الطفلُ المولودُ في مغارةِ التواضعِ، في مذودٍ متواضعٍ، محاطاً بمريم العذراء ويوسفَ، وبملوكِ المجوسِ الذين لحقوا النَّجمةَ التي أرشدتهم الى يسوعِ الفرحِ والعطاءِ.
هذا الطفلُ هو النورُ، هو السيدُ المسيحُ الذي بآلامهِ وصليبهِ خلّصَ العالمَ.
إذاً، لتكنْ لنا أمثولةُ التواضعِ، وأمثولةُ الفداءِ، وأمثولةُ الرجاءِ في وطننا المعلَّقِ على طريقِ الجلجلةِ، مضرَّجاً بدماءٍ أهرقها "اليوضاسيّون"، وهم كثُرٌ… وكُثُرٌ جداً.
رجاؤنا أن نراكَ يا وطننا لبنانَ سالماً.
***
الفرحُ هو فعلُ الإيمانِ بالميلادِ.
الفرحُ هو أن نلتقي كلُّنا، على تعدُّدِ معتقداتِنا، بربنا السماويِّ في الآخرةِ، وضميرنا مرتاحٌ ونقيٌّ.
فيا "قاهرونا"، أين أنتم من الفرحِ، وأبناءُ بلدِنا مشرّدونَ، جائعونْ؟
كفى شعبَنا الطيِّبُ الكريمُ ذُلاَّ واحتقاراً ويأساً وإحباطاً..
كفاكم تمرُّغاً في وحولِ الدنيا الفانيةِ وسخافاتها.
فالرجاءُ آتٍ، والفرحُ العظيمُ آتٍ... فتوبوا!
***
كلُ أدياننا السماويةِ تلتقي على التواضعِ والمحبةِ والتآخي والتضحيةِ والتسامحِ والرجاءِ والعطاءِ والفرحِ ونبذِ الذاتِ في سبيلِ الآخر.
وهذا الآخرُ هو أهلنا وأمهاتُنا وإخوتُنا وشركاءُ عيشنا في هذا الوطنِ الرائعِ.
لقد طعنتم أهلنا وعيشَنا المشترك بالأنانيةِ والشخصانيةِ والمصالحِ والشراهةِ والجشعِ.
***
عيدُنا هذهِ السنةِ حزينٌ، ودمنا ودموعُنا لم تجفْ، وقلوبنا محروقةٌ، آخرها على انفجارِ 4 آب والضحايا الابرياء ودمارُ بيروتَ الحبيبةِ...لكنها عامرةٌ بالرجاءِ.
***
قَلمُنا اليومَ أردناهُ رسالةً من القلبِ إلى القلب، ومن عمقِ الوجدانِ والمغامرةِ الطافحةِ بالنورِ.
دعونا نرتاحُ قليلاً من مآسي السياسةِ وفسادِ السياسيين وتجاذباتِهم وأطماعِهم ومناكفاتِهم.
نحنُ اليومَ مصلوبونَ على خشبةٍ، لكنها خشبةُ الخلاصِ.
وإلى مجدِكَ نرفعُ الأيدي، بكلِ إيمانٍ، فأنتَ وحدَكَ مخلِّصُنا.