تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
خمسةُ أشهرٍ على كارثةِ المرفأ التي صنَّفها الخبراءُ على أنها أكبرُ انفجارٍ غيرُ نوويٍ في التاريخِ ، وما زالوا يحتاجونَ إلى وسيطٍ بينهم ليقومَ بتقريبِ وجهاتِ النظرِ في ما بينهم ...
باللهِ عليكم ! المفترضُ أن تُبادروا من دونِ وسيطٍ ، لكن يبدو ان " الدلعَ السياسيَ " بلغَ بكم حداً صرتم تحتاجونَ فيهِ إلى وسيطٍ أو اكثرَ .
صاحبُ الغبطةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يبدو أنه باشرَ بوساطةٍ بين بيتِ الوسط وقصر بعبدا.
المديرُ العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يبدو أنه بدورهِ باشرَ بوساطةٍ على اكثرِ من جبهةٍ : بين قصرِ بعبدا وعين التينة .
بربِّكم ، مَن يقومُ بوساطةٍ لمصلحةِ الشعبِ اللبنانيِ ؟
الا تحتاجُ اوضاعهُ التعيسةُ إلى مَن يتوسَّطُ لأنقاذهِ ؟
***
ضعوا أنانياتكم جانباً وفكِّروا قليلاً في ما آلت إليهِ الأوضاع :
خمسةُ اشهرٍ من دونِ حكومةٍ،
خمسةُ اشهرٍ وما زالَ التحقيقُ في انفجارِ المرفأ يراوحُ مكانهُ !
فماذا أنتم فاعلون ؟ وماذا تنتظرون ؟
مشكورٌ البطريرك الراعي على الجهودِ التي يقومُ بها.
ومشكورٌ اللواء عباس ابراهيم على الجهودِ التي يقومُ بها.
ولكن ألم يعد بإمكانكم العيشُ وشغلُ سياسةٍ من دونِ وسطاءٍ ؟
وحينَ تصبحُ العلاقةُ بين رئيسِ الجمهوريةِ ورئيسِ مجلسِ النواب ، تحتاجُ إلى وساطةٍ .
والعلاقةُ بين رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ المكلّفِ تحتاجُ إلى وساطةٍ .
فأيُّ تباعدٍ يكونُ عليهِ البلدُ ؟ وفي أيِّ " ولاياتٍ لبنانيةٍ غيرِ متحدةٍ " نكونُ نعيشُ ؟
***
بسيطٌ في السياسةِ ، إلى حدِ المراهقةِ ، مَن يعتقدُ بأن العِقَدَ الحكوميةَ هي فقط داخليةٌ . صحيحٌ انها في بعضِ الأحيانِ كذلك ، لكن لو كانت العِقَدَ داخليةً فقط ، لَما كان الجميع ينتظرون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان سيزورُ لبنان في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من هذا الشهر ، لكن كورونا حالتْ دون زيارتهِ وحرمتِ اللبنانيين من فرصةٍ جديدةٍ لأحتمالِ الخلاصِ .
***
إذاً ، كلُ الأبوابِ موصدةٌ ، فهل من بصيصِ ضوءٍ ؟
للأسفِ، للعلمِ والمعرفة، لا يسيرُ بلدٌ دونَ حكومةٍ. ثانياً هل هذا هو الشأنُ الكبيرُ العظيمُ ان يجتمعَ "كبارُ السياسيين" ويتفقوا على انقاذِ بلدهم الذي عاشوا واعتاشوا وترحرحوا منهُ، بل وكأنهم يمعنون بزوالهِ.
***
أسرعي ايتها الطبقةُ السياسيةُ المدلّلةُ، التي تتخبطُ بعجزها وفشلها قبل ان تأتيكِ ثورةُ الجوعِ الضاريةُ.
ان ارتفاعَ الاسعارِ لكل السلعِ واهمها الدواءُ والغذاءُ غيرُ المدعومِ بشكلٍ جنونيٍ،وهذا يدلُ، على تراكماتِ حكوماتِ الجهلِ وعدمِ الاختصاصِ والتخلّفِ وانعدامُ الرؤيةِ وروحِ المسؤوليةِ سابقاً وحاضراً.