تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سقى الله تلك الأيام، أيام العصاميين الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم ولاسيما في مهنة البحث عن المتاعب .
من بين هؤلاء، والدكم مدير عام وزارة الإعلام رضوان مولوي، الذي عمِل بكدٍ وجهدٍ ودرسٍ في لندن وتخرج من إحدى جامعاتها، ثم استدعاهُ الرئيس الراحل فؤاد شهاب فاستجاب وعمل مديراً عاماً للإعلام، وعلى أيامه تأسست الوكالة الوطنية للإعلام .
الدكتورة نوار مولوي دياب، إبنة رضوان المولوي، علِّمها والدها لتصل إلى أعلى مراتب العِلم. تروي: "والدي هو مثلي الأعلى وتأثرت به بشكلٍ ايجابي، وكما يقول المثل "كل فتاة بأبيها معجبة"، وأنا طبقتُ هذا المثل. كنت أول مولودٍ في العائلة اضافة الى أخوين، وطريقةُ تعامل الوالد كانت حضارية، وفي تربيتنا لم يكن من تمييز بين الشاب والفتاة. شجعني كثيرا على الدراسة التي أحبها جدا، وعندما أردت ان أتابع دراستي في الخارج شجعني على السفر الى إنكلترا.
***
دكتورة نوار، ما سبقَ عظيم ، أنتِ ابنةُ رجلٍ صالح تقولين إنه مثلك الأعلى ... عظيم ايضًا، لكن هل هذا ما تعلمتِهِ من والدِك وما صرَّحتِ به عبر الإذاعة اللبنانية؟
ثم تقولين: "العمال الأجانب نستغني عنهم، ونبدأ كل واحد فينا، الصبايا القاعدين ببيوتن يشتغلو هني بالمنازل، والشباب يشتغلو نواطير وعمال محطات بنزين ".
بالتأكيد " الشغل مش عيب " لكن العيب يا "دكتورة نوار" العزيزة أن تحددي للجيل اللبناني بأكمله طبيعة العمل الذي عليه أن يعمل فيه .
وإذا كنتِ جنابك مصرَّةً على رأيك، إبدأي بعائلتِك..
تقولين:" ابنتي رزان موجودة حاليا في لبنان، وهي عملت فترة في دبي بعد حصولها على شهادة الماجستير، ثم عادت إلى لبنان لافتقادها إلى الأجواء العائلية، لقد سافرت بإرادتها وعادت بإرادتها، وتعمل حاليا في لبنان. أما شقيقاها رامي ورضوان، فقد درسا في الجامعة الأميركية في بيروت وهما حاليا يُكملان دراستهما في الولايات المتحدة".
حتى حضرتك دكتورةِ، بإمكانكِ أن تتركي اختصاصك الدكتوراه في الترجمة، وتتوجهي الى العمل الذي تنصحين به الصبايا، حتى ولو كنتِ "من عائلة مشايخ" كما تقولين .
وكي اكون ايجابيةً فأنا مستعدة ان ابدأ بالعمل معك، لكن للأسف مرحلة شبابي بعد تخرجي من الجامعة الاميركية بأختصاص علم النفس، مرت على سلام وانتاج زمن الدولة ورجال عصاميين امثال والدك رحمه الله، كما وعندي مئة الف طلب توظيف من جيل لبنان المسكين، وابرز نقطةٍ في كل ما صرحت به عدم ضرورة المبيت في مكان العمل، وهذه من شيم التربية الصالحة ان البنات لا ينمن خارج البيوت، انما الشباب ينامون في المحطات، فلن نعلق عليها، انما أهم شيء هن الشابات .
***
"دكتورة نوار" السيدة المثقفة، العزيزة من خلال اسم والدك العصامي ، أخطاتِ الهدف، شباب لبنان وصباياه، لو مشوا بنصيحتكِ، لَما كان منهم اليوم: الأديب المبدع والصحافي اللامع، والطبيب الماهر والمهندس الخلاق ...
هل تسنَّى لكِ " دكتورة دياب " ان تشاهدي زيارة الرئيس الفرنسي لمختبر راوول ديدييه، ليكتشف ان معظم العاملين معه هم من اللبنانيين واللبنانيات؟
هل تعرفين أن دول الخليج بناها لبنانيون، وأن معظم المتفوقين فيها هًم من اللبنانيين ؟
لو عملت الأجيال بنصائحكِ: لَما كان منهم جبران خليل جبران ومايكل دبغي ورضوان مولوي وفواد افرام البستاني وميشال شيحا وآخرون غيرهم .
***
دكتورة دياب العزيزة...
أذا كنتِ مصرةً على اقتراحكِ، فاسلكي الطرق القانونية:
شرِّعي مكتبَ خدمات، ومكتب عمال محطات بنزين، وابدإي بتلقي الطلبات.
وكلنا يعني كلنا، لدينا اطنانٌ من طلبات التوظيف من الشابات والشباب المتخرجين حتى من الصرح الاكاديمي الجامعة الاميركية، فهم عاطلون عن العمل،ويمكننا ارسال C.V فورا الى مكتبك.
ولعدم الالتباس،فأن هذا الجيل لم يجد فرصَ عملٍ ،ليس بسبب تقصيره أو تقصير عائلته، بل بسبب الجرائم المالية التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة وصولاً إلى ما قبل حكومة الرئيس دياب ...
ادامكِ اللهُ ذخراً للجيل الصاعد.
مع كلِ الدعاء بالتوفيق...