تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سيتعافى العالم من فيروس كورونا ، كما تعافى سابقًا من جميع الأوبئة التي نجح العلم في إيجاد علاجات لها ... فالدولُ والمختبراتُ في سباق مع الزمن من أجل إيجاد عقارٍ لهذا الوباء، والدول المتقدمةُ في مختبراتها وفي صناعة الأدوية، تجري التجارب على ما يزيد على خمسين عقاراً، وهذا ما يظهره العمل ليلَ نهار في مختبرات الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا وبلجيكا وهولندا ...
ولكن كيف سيتعافى العالم من "كورونا الإنهيارات الإقتصادية" في اكثر من دولة ومن بينها لبنان، لا بل في مقدمها لبنان، وهو البلد الذي يحتل المرتبة الثالثة بصفته البلد الثالث الأكثر مديونية في العالم؟
***
Ben Hubbard مدير مكتب نيويورك تايمز في بيروت ، نشر أمس تحقيقاً مطولاً عن الأوضاع الإقتصادية في لبنان من جراء الأزمة الإقتصادية ومن جراء كورونا.
ينقل Ben Hubbard عن أحد تجار الذهب في العاصمة بيروت ( سعيد صبرا) ان عائلاتٍ كثيرة تزوره لتبيع خواتم الزفاف، من الذهب، لتشتري مواد غذائية بقيمتها. ويسأل هذا التاجر:" اليوم يبيعون ما يملكونَ من ذهب لكي يأكلوا، لكن بعد نفادِ ما جنوه من بيع الذهب ، ماذا سيفعلون؟
***
بالتأكيد، ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها اللبنانيون إلى مثل هذا الخيار، لكن هذه المرة يبقى السؤال :
ماذا لو كان هذا الخيار هو الخيارُ الاخير ؟
فماذا سيبيعون غدًا؟ وبماذا سيشترون إذا لم يكن لديهم مال ولم يكن لديهم ما يبيعونه؟
لبنان في مأزقٍ حقيقي، من دون ان يعرف احدٌ كيفيةَ الخروجِ منه، أما السببُ في ذلك ففي الإرتجالية التي تحكمُ عمل بعض المسؤولين :
منذ تفشي الأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية ، كم من المرات تبدَّلت سياسات السلطة التنفيذية؟
كم من المراتِ تبدَّلت السياساتُ النقدية؟
كم من المراتِ اتُخِذت قراراتٌ لكنها لم تُنفَّذ أو نُفِّذ جزءٌ منها ؟
بهذا المنسوب من الإرتجالية كيف يمكن الإستمرار؟
وبهذا المنسوب من الفوضى تتراجع القدرةُ على الصمود .
***
عيِّنةٌ من الإرتجالية ومن تضارب في القرارات، تُظهِر كم أن الشعب اللبناني ضحيةُ سلطتهِ التنفيذية :
يخرجُ وزير التربية ليُعلِن ان السنة الدراسية ستمتد إلى الصيف .
تخرجُ اصواتٌ تعترض على هذا التمديد لأنها تعتبر انه يقضي على الموسم السياحي .
يا الله ! ما هذا "الذكاء الخارق" ؟
قبل "الخناقة"، مَن يضمن منكم ان يعودَ الطلاب إلى مقاعد الدراسة في ظل الاستعداد للموجةِ الثانية من وباء كورونا والتي يُقال إنها ستكون أقسى من الاولى؟
وعن أي موسمٍ سياحي تتحدثون؟
فكيف سيأتي سياحٌ في ظل انعدام حركة الطيران؟
وأي إنسان،في اي بلدٍ في العالم، سيخاطِر بالخروج من منزله؟ فكيف سيأتون الى بيروت وموجة الكورونا الثانية اسوأ من الاولى؟
***
هدِّئوا من حماستكم .
أمرانِ لا ثالثَ لهما يجب على المعنيين التركيز عليهما :
العودة إلى احتواء تفشي وباء كورونا، تمهيدًا للوصول إلى صفر إصابات ، ولا اهتمام يجب ان يعلو على هذا الإهتمام .
محاولة احتواء الإرتفاع الجنوني للأسعار لئلا يُضطر اللبناني أن يبيعَ " فوقهُ وتحته" ليؤمِّن القوتَ لعائلته .
أما بشأن ما تبقَّى فيستطيع ان ينتظر .