تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في اللغة العربية، إسمها "معزوفة"، بالأجنبية إسمهاrefrain .
وجهة الإستعمال الفن والغناء حيث تكرارُ مقطعٍ من الأغنية، وأستعيرَ هذا التكرار في استعمالات عديدة، في السياسة وفي الإقتصاد والمال وسائر القطاعات .
***
كم من "المعزوفات" نشهدها هذه الأيام؟ الكثير، لكن الأكثر تكرارًا واهتمامًا قضايا المال والمصارف ومصرف لبنان والتحويلات والكابيتال كونترول والهيركات والتعاميم والخطة المالية وتوزيع الخسائر واسترداد الأموال المنهوبة والموهوبة وصندوق النقد الدولي وسيدر وسعر صرف الليرة والصيارفة والسوق السوداء ...
إنها أكبرُ ثرثرةٍ في التاريخ، فهلَّا خففتم من الثرثرة وقلتم كلاماً مفيداً؟
ما هو الكلام المفيد؟
المعضلة اليوم في البلد أن هناك خسارةً ماليةً هائلةً :
خزينةُ الدولةِ خسرتْ أموالها .
مصرف لبنان خسرَ أمواله من العملات الصعبة ولم يبقَ منها إلا النزرِ اليسير .
المصارف خسرت الكثير من الودائع المؤتمنة عليها لأنها ونقولها للمرة الألف أقرضتْ مصرفَ لبنان، ومصرفُ لبنان أقرضَ الدولةَ ، والدولةُ "بعزقتْ" وعاثت فساداً في هذه الأموال التي طارت .
هذا هو مسارُ الحقيقة، عدا ذلك فمعزوفات مملة وثرثراتٌ لا طائلَ منها .
وحيالَ هذا الواقع،كيف تكون المعالجة؟
البدايةُ تكونُ من خلالِ دحضِ المقولاتِ الخاطئة، ومن خلال هذه المقولات الخاطئة:
تحميل المصارف جزءاً من الخسائر .
لماذا هذه المقولةُ خاطئةٌ؟
لأن المصارفَ عُرِضَت عليها فوائدٌ مرتفعةٌ لأغرائها بإقراض مصرف لبنان، وعملية الإقراض تمت بموجب قوانين وكذلك الفوائد المرتفعة.
فمَن هو هذا العبقريُ الذي يأتي اليوم ليقول: "إن المصارفَ ربحت كثيرًا وعليها ان تضع جزءًا من أرباحها لتغطية خسائر الدولة" .
هل يعرفُ أصحاب هذه المقولة أن الفوائد المرتفعة التي جنتها المصارف، أغرَت بجزءٍ منها أصحاب الودائع ليضعوا أموالهم عندها؟ مَن منَّا لا يتذكَّر "حربُ الفوائد بين المصارف ".
" قديش عم يعطوك فايدة؟ نحنا منعطيك أكتر"؟
ما كانت المصارف لتسخى بالفوائد المرتفعة لو لم يكن لديها فوائد مرتفعة من مصرف لبنان؟ وما كانت تعطي قروضًا لمصرف لبنان لو لم تأخذ فوائد مرتفعة منه، ولم يكن مصرف لبنان يعطي فوائد مرتفعة للمصارف لو لم يكن يريد الإقتراض منها، ولم يكن ليقترضَ لو لم يكن مضطراً لأقراض الدولة ... هنا بيتُ القصيدِ : إقراضُ الدولةِ .
ولكن لماذا إقراضها؟
1- لتدفع سلسلة الرتب والرواتب بفارق ملياري دولار في السنة، عمَّا كان مقدراً للسلسلة وهو 800 مليون دولار .
2- لتدفع مئة مليون دولار ثمناً لمبنى إحدى شركتي الخليوي في صفقةٍ مريبة تمت للتنفيعات وليست لحاجة الشركة .
3- لتدفع رواتب لنحو ستة آلاف موظف ومتعاقد أُدخلوا إلى إدارات الدولة من خارج القانون وفي موسم الإنتخابات النيابية .
4- لتدفع فواتير الفيول المغشوش حيث كانت تدفع ثمن "فيول نظيف" فيما الفيول الذي يصل هو عبارة عن "نفايات الفيول" ممزوجاً ببعض المواد المسيِّلة .
5- لتدفع مئات ملايين الدولارات على تلزيماتٍ كلَّفت أكثر من عشرة أضعاف كلفتها الحقيقية .
***
هذا غيضٌ من فيضٍ؟
تريدون التوزيع العادل للخسائر؟
إستردوا ما وزعتموه نَصْباً وتنفيعاتٍ قبل أن تمدوا أيديكم مجدداً إلى أموال المصارف التي هي في معظمها اموال المودعين .
لا يجوزُ أن تسرقوا الناسَ مرَّتين !