#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
شهد الاجتماع بين الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ، والرئيس الاميركي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، في البيت الأبيض، مشادّة كلامية حادة، أظهر فيها زيلينسكي شجاعة، لم يتمتع بها عدد كبير من الرؤساء، الذين زاروا البيت الأبيض في الآونة الاخيرة.
ترامب الذي لم يخرج للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي أهان رئيس بولندا، وجعله ينتظر ساعة، ليقابله مدة عشر دقائق فقط، أراد أن يُخضع الرئيس الأوكراني ايضاً.
بعد عدة تصريحات، كان قد وصف فيها ترامب زيلينسكي بالدكتاتور، عاد وتراجع، ووصفه بالرجل الشجاع، وخرج واستقبله على مدخل البيت الأبيض، لكن تعمد ترامب أن يُجري هو ونائبه، مع زيلينسكي، نقاشاً يُبث مباشرة على الهواء، واراد من خلاله، تصوير زيلينسكي كرجل ضعيف، وخاضع للارادة الأمريكية.
وبادر ترامب زيلينسكي بالقول: أنت معنا لديك أوراق، ومن دوننا انت ضعيف. فرد عليه زيلينسكي :"لم آتِ للعب الورق". وسأل فانس زيلينسكي "اليس لديك بدلة رسمية" فرد عليه زيلينسكي بحدة "سارتدي البدلة بعد انتهاء الحرب" ثم استمر الحوار بهذه الوتيرة الحادة.
بغض النظر عن العبارات المستخدمة في اللقاء، لكن لا يمكن انكار شجاعة زيلينسكي ،الذي يُدرك جيداً حاجة بلاده للمساعدات الأميركية، لكنه رفض توقيع اتفاقية المعادن، كما ارادها ترامب، دون مراعاة لمصلحة أوكرانيا.
باختصار لا يمكن انكار الموقف الشجاع لزيلنسكي، ورفضه أن يقايض على مصلحة بلاده. وبِغضّ النظر عن أسباب الحرب مع روسيا، وما قد تسفر عنه في نهاية المطاف، خاصة إذا توقفت المساعدات الاميركية لأوكرانيا، لكن سيُسجّل التاريخ للرئيس الأوكراني، أنه وقف بشجاعة، ودافع عن مصلحة بلاده وشعبه وقناعاته، وإذا كان البعض يرى أن ترامب أهان زيلينسكي في هذا اللقاء، فالحقيقة هي عكس ذلك، لأن الإهانة الحقيقية هي لترامب نفسه، الذي أظهر نفسه كسمسار عقاري، يتصرف بشكل غير مألوف في الدبلوماسية، والعلاقات بين رؤساء الدول.