#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
أطلَّ الإعلامي جورج غانم الليلة، وكعادته في برنامج صار الوقت الذي يُقدمه الإعلامي مارسيل غانم، ويُبث مساء كل خميس عبر شاشة MTV. ومن المعروف أن غانم يتميز برزانته ودبلوماسيته واتزان الكلام، فقال الوقائع بشفافية وكما هي، لكن هذة الوقائع والحقائق خطرة للغاية.
أوضح غانم أن استمرار الضغط الدولي على لبنان، قد يؤدي إلى انفجار الوضع، وعلى عكس ما يعتقد البعض أن هذا الضغط سيؤدي إلى تخلي البيئة الحاضنة للمقاومة عن حزب الله، فقد يحدث العكس، فعجز الدولة عن اعادة الإعمار، وامتناع الدول الخارجية عن تمويل ذلك، مع منع هبوط الطائرات الإيرانية في بيروت، ومنع وصول الأموال الإيرانية إلى الحزب، قد يؤدي إلى تكرار مشهد الفوضى على طريق المطار، وقد تجر الفوضى إلى ما هو أخطر.
والخطر الأكبر الذي كشف عنه غانم، هو أن هناك محاولة فرض وصاية على لبنان، من قبل دول الخماسية، وأن الحكومة اللبنانية قد تكون مجبرة على اخذ موافقة الخماسية، وتحديداً الأمريكية، على أسماء المرشحين لبعض الوظائف في التعيينات القادمة، خاصة الأمنية منها.
وأوضح غانم أن منع هبوط الطائرة الإيرانية، حدث استجابة لطلب أمريكي، وليس بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وهذا يثير غضب بيئة حزب الله.
لقد تحدث غانم بموضوعية، بعيداً عن المواقف السياسية والانحياز لهذا الجانب أو ذاك، ومن الواضح أن لبنان يعاني مأزقاً حقيقياً، فهو من جهة يحتاج إلى الدعم الخارجي، لحل أزماته المالية والنهوض بالبلد، وهذا لن يأتي من دون تنفيذ الشروط الخارجية، ومن جهة ثانية تسعى إسرائيل، لوضع الجيش اللبناني في مواجهة مباشرة مع حزب الله، لنزع سلاح الحزب، وترفض الانسحاب الكامل أو التوقف عن خلق منطقة عازلة على الحدود، وتستمر بسياسة الاغتيال وملاحقة عناصر حزب الله، وهذا ما لن يتحمله الحزب إلى ما لا نهاية.
نعم الأمور ليست سهلة كما يعتقد البعض، خاصة في بلد تحكمه الولاءات والعصبيات المذهبية، فاستعادت بناء الدولة، وبسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية، دونها عراقيل ومطبات عديدة، والطريق ما زال طويلاً.