#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على وقعِ الزيارةِ التي ختمتها الموفدةُ الاميركيةُ مورغان اورتيغيس، إلى لبنانَ برسائلَ حازمةٍ وإبدائها النيَّةَ بالعودةِ لتذوُّقِ الطعامِ اللبنانيِّ،
تنعقدُ اليومَ الحكومةُ في جلسةٍ في السرايا الحكوميِّ برئاسةِ دولة نواف سلام، وعلى جدولِ اعمالِها واحدٌ منْ البنودِ المطلوبِ مهما كانَ أنْ تقرَّ قبلَ أنْ يذهبَ الوزراءُ مع حاكمِ البنكِ المركزيِّ إلى واشنطن للمشاركةِ باجتماعاتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
وهما حتى الساعةَ:
قانونُ إلغاءِ السرِّيةِ المصرفيةِ وإعادةُ هيكلةِ المصارفِ، وصحيحٌ أنَّ الوزراءَ في الجلسةِ السابقةِ طلبوا تأجيلَ البحثِ بمشروعِ المصارفِ لعدمِ الإطِّلاعِ عليهِ إلى الثلاثاء، إلاَّ أنَّ المدةَ ايضاً غيرُ كافيةٍ،
وكأنَّ المطلوبَ منْ الوزراءِ فقط البصمُ على أيَّةِ مشاريعَ واردةٍ وتخدمُ اجاندة وزيرِ المالِ الذي يبدو متماهياً مع رئيسِ الحكومةِ ومع وزيرِ الاقتصادِ لتطبيقِ اجاندة صندوقِ النقدِ الدوليِّ،
وهذا ما أثارَ نواباً كُثراً فوجئوا بعرضِ مشروعٍ على مجلسِ الوزراءِ أسوأُ منْ المشاريعِ التي طرحها حسان دياب او حتى نجيب ميقاتي في مقارباتٍ واضحةٍ،
لشطبِ المصارفِ ومعها شطبُ اموالِ المودعينَ، منْ دونِ أنْ يكونَ هناكَ تكاملٌ مع رؤيةٍ او خطَّةٍ متكاملةٍ للتَّعافي.
***
وهنا لا بدَّ منْ السؤالِ:
كيفَ يمكنُ إقرارُ خططٍ بالمفرَّقِ منْ دونِ التعاملِ مع الارقامِ الحقيقيةِ للمصرفِ المركزيِّ وللمصارفِ؟
وايضاً لماذا لم يُترَكْ لحاكمِ المركزيِّ الجديدِ أنْ يضعَ هو رؤيتهُ للحلِّ بعدَ أنْ يستلمَ كما سبقَ أنْ أعلنَ وزيرُ المالِ؟
فلماذا إذاً غيَّرَ كلامَهُ ومَنْ طلبَ منهُ تقديمَ مشروعٍ منْ دونِ أنْ ينتظرَ او يطَّلِعَ منْ حاكمِ المركزيِّ الجديدِ على رأيهِ فيهِ؟
وهلْ ضغطَ رئيسُ الحكومةِ على وزيرِ المالِ ليقدِّمَ مشروعاً مستبقاً خطَّةً او رأياً منْ حاكمِ المركزيِّ الذي لم يأتِ على ذوقهِ لا بلْ كانَ معارضاً شرساً للمجيءِ بهِ.
***
السؤالُ هنا كيفَ سيتعاطى الوزراءُ مع هذا المشروعِ الذي يبدو أنهُ نسخةٌ مشوَّهةٌ عنْ المشاريعِ السابقةِ،
وسيُترَكُ للنوابِ لاحقاً العملُ عليهِ،
فإمَّا يخضعونَ لضغوطاتِ السفراءِ او يمارسونَ سيادتهمْ على أنفسهمْ في النقاشِ والتصويتِ.. إنَّهمْ على المحكِّ!