#الثائر
شدَّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مقابلة عبر "LBC" في برنامج "جدل" مع الإعلامي ماريو عبود، على أن "الحل اليوم لتجنب عدم تنفيذ وقف إطلاق النار أو تنفيذه بشكل سيء هو التفاهم الداخلي على الاستراتيجية الدفاعية وكذلك والذهاب في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة متوافق على رئيسها وتشكيلتها". ورأى أن "لبنان خسر معادلة الردع ولكن ما ثَبُتَ ان اسرائيل لا يمكنها ان تتنزه في لبنان كما فعلت في العام 1982 أي أنه لم يكن هناك انكسار ولا انتصار"، مضيفاً: "أنا مع قوة لبنان لكن القوة ليست فقط بالسلاح بل بالاقتصاد والديبلوماسية والعناصر التي تجعلنا نبني".
وأوضح باسيل أن "تحييد لبنان يعطينا قوة في المنطق الدولي وقوة دفاع عن نفسنا ويستكمل بتسليح جيشنا وكما تضمن وقف النار ضمانات يجب أن يترافق مع ضمانات دولية تعطي لبنان وضع التحييد لعدم اعتداء إسرائيل عليه". ولفت إلى أن "التحييد يحتاج قراراً داخلياً وضمانات دولية ولا سبب لحزب الله أن يكون ضده وانا لا اطرح ذلك إلا من خلال منطق ايجابي حرصاً على لبنان وعلى حزب الله".
تابع: "عندما رأينا أن حزب الله ذهب الى ما هو أبعد من لبنان لم نوافق وكان هذا الحرص في محله وهذا الخيار تطور ليصبح وحدة ساحات ويجب العودة عنه والتمسك بلبنان فقط"، ولبنان يصبح في موقع ضعف إذا ذهب إلى معركة ليست في صالحه وهذا لا يعني التنازل عن دعمنا القضية الفلسطينية وعن سعينا لسلام عادل وشامل".
أضاف: "عندما كان السلاح داخل خطوط لبنان اعطى نتائجه وعندما اصبح خارج حدود لبنان أخطأ حزب الله وكشفنا. أنا أقبل أن يحصل هذا الامر إذا كنا نمنع اعتداء اسرائيلياً عنا أو غيره ويصبح لبنان في موقع ضعف عندما يذهب الى جبهة غير جبهته ويلعب دوراً غير دوره هذا"، لافتا الى أننا "ما نقوله الى ان هناك خطاً لبنانياً فلنبق ضمنه لنبقى مع بعضنا البعض لنستطيع حمايته".
وأكد أن "هناك مسؤولية لجهة عدم الذهاب إلى نزع سلاح حزب الله وهناك مسؤولية على الحزب وتبين أن من يحمي هي الوحدة الوطنية"، وأشار إلى أن "المقصود بما قاله التيار بعد وقف النار عن أخذ العبر ليس فقط حزب الله بل من دعا الى معادلات سياسية جديدة". وقال: "نريد دولة واحدة ولو على حساب المقاومة لأن حزب الله جزء من الدولة وعدم بناء الدولة سيؤدي إلى تفكك إضافي".
ورأى أن "التفوق العسكري والتكنولوجي لإسرائيل يمكن أن يقودنا الى خسارة إضافية بينما الدفاع عن لبنان أثبت نجاحه"، وقال: "ونحيي شهادة المقاومين الذين دافعوا عن لبنان والشيعة في لبنان ليسوا فلسطينيين لكي يراهن البعض على تهجيرهم".
وشدد باسيل على أننا "عدنا الى ما قبل تموز 2006"، لافتا الى أن "لدينا أزمة مع اسرائيل يجب حلها واذا اراد المجتمع الدولي حل قضية السلاح فهناك اتفاق وقف اطلاق النار ولكنه يحتاج الى تفاهم داخلي"، وشدد على أن "تحييد لبنان عن الصراعات مهم وهو ويجب تقوية الجيش اللبناني في مواجهة اسرائيل".
تابع: "لسنا مهزومين ولسنا في وضعية 2006 ولنجد الحل. ليس المهم فقط توقيع الاتفاق بل المهم تنفيذه ولكن ان نتصرف ان ليس لدينا مشكلة مع اسرائيل وانه اذا ذهب سلاح حزب الله تنتهي المشكلة مع اسرائيل فهذا خطأ. لدي الحق ان اشك لماذا حتى الان يُمنع لبنان من استخراج النفط والغاز".
وأكد باسيل أن "اسرائيل نجحت بفك لبنان عن غزة واستطاعت عزل حماس وقلبت المعادلة من استراتيجية وحدة الساحات الى انها فتحت حربها على كل الساحات، وحققت عودة سكان شمال اسرائيل كما أن لبنان حقق عودة مواطنيه الى بلداتهم". ولفت ان "ما يمكن أن يردنا الى الحرب هو عدم الدراية ولذلك يجب التصرف بحكمة بتنفيذ الاتفاق والاسراع في بناء الدولة التي تحتضن المقاومة"، مضيفاً أن "الاميركي والفرنسي يمكن اليوم ان يكونا جزءاً من ضمانة دولية في كل شيء وصولا الى استعادة الحقوق من اسرائيل".
وشدد على ان "لبنان يجب ان يفكر بمصلحته وبطبيعته نشأ لأن يكون ساحة حوار ومساحة استقرار وازدهار"، وقال: "نؤمن له هذه الحماية بتحييده. والمقاومة خارج الدولة لا يمكن ان تنتصر"، لافتا الى أن "لدى حزب الله الوعي والادراك بأنه لا يمكن ان نستمر كما نحن والانتصار الاكبر هو بالاحتضان الشعبي. لـحزب الله هناك ما أقوله بيني وبينهم واقول: نحن معكم في الدفاع عن لبنان ولكن لا نستطيع ان نكون معكم في كشف لبنان وتعريضه للخطر".
تابع: "منطق نتنياهو لا يصنع السلام وعلينا عدم رمي أوراق القوة التي لدينا والاتفاق الذي حصل لا يكتمل إلا بوجود دولة فعلية تواكبه وهذه الدولة يجب ألا تتنازل عن حقوقها ولا بد من استكمال سيادتنا تحقيقاً لمصلحة لبنان". وشدد على أن "الحرب في المنطقة لم تنتهِ بعد فالجبهات مفتوحة وحل الأزمة مع إسرائيل لن يفعله لبنان وحده ولذلك يجب عدم الاستعجال برمي الأوراق اللبنانية التي نملكها"، قائلًا: "نؤيد أن نعيش في سلام دائم لكن ضمن حقوق لبنان وسيادته ومبادرة السلام العربية، وأي سلام لا يستتب على عدالة وحقوق سينفجر".
وردًا على سؤال حول انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني 2025، قال "انشالله وهيك لازم"، وأضاف: "نحن لسنا مع التسرع ومع شرط اساسي هو توافر الصفة التمثيلية للرئيس ونتنازل عنها بدعمنا له"، لافتا الى أننا "وضعنا الاسماء المتداولة وجلنا فيها على كل الكتل النيابية وعندما نقول نريد رئيساً توافقياً فذلك لأن لا احد من أي فريق سواء او الممانعة او المعارضة لديه القدرة لأن يأتي برئيس وإذا استطعنا التوافق على اسم هذا الافضل واذا لم نستطع نخفض السقف، وهذا حكما يجعلنا نقول لا هذا محسوب لا على هذا الفريق ولا على ذاك الفريق".
أضاف: " تبقى الأسماء التي حازت "نعم" أو "ممكن" واللائحة عندها تصغر ما يؤدي إلى جولة ثانية لحصرها باسم واحد وإن لم نستطع نذهب باسمين أو ثلاثة لكي لا يكون عدم التوافق على اسم ذريعة لتأجيل الجلسة فيأتي عندها رئيس مقبول ولا يشعر أحد بأنه مكسور".
وقال في معرض الحديث عن ثغرات النظام: "ندعو مجددًا للبحث في بعض بنود الطائف التي تؤدي الى شلل حكومي والفراغ الرئاسي وذلك ضمن الحفاظ على روحية الطائف ولكن معالجة الخلل، والحل بانتخاب مباشر من الشعب أو عدم شغور الرئاسة إلا بأن يشغلها أحد".
تابع: "نحن قادرون على التفاهم حول مرشح مع المعارضة والتغييريين لكن لست مع استبعاد الثنائي الشيعي، وكذلك قادرون على التفاهم مع الثنائي واستبعاد المعارضة لكنني لست مع هذا الأمر بل مع جمع الفريقين، وإذا تعذر ذلك من أحد من الفريقين يكون يحررنا للإتفاق مع الفريق الآخر".
وردًا على سؤال قال: "إن التواصل بين الرئيس بري ورئيس حزب القوات سمير جعجع لم ينقطع وطالما الهدف الجمع فنحن معه إلا أن كان الهدف القسمة واللي بدو يعمل "كومبين" الله يوفقه وأنا أريد البناء على التطلع الى الأمام".
وعن ترشيح جعجع للرئاسة، اعتبر باسيل أنه "عندما طرح الموضوع لم نكن سلبيين وأن هذا حقه أن يطرح هذا الشيء وهو يمثل"، ولفت إلى أن "جعجع عندما أيد الجنرال ميشال عون فلأنه كانت لديه شرعية تمثيلية".
أضاف: "عملنا للحصول على موافقة الاشتراكي والمستقبل وغيره واليوم هو عليه ان يؤمن هذا الغطاء وألا يكون هو سبباً لمشكلة في البلد بل لحل"، لافتا الى أنه "اذا استطاع ان يغير مقاربته يمكن ان يكون الشيعة معه". وقال: "بنيت موقفي من جميع المرشحين على أنني لا اريد ان ادعم مرشحاً سيفشل، ولكن اذا استطاع جعجع ان يقدم طرحاً يكون فيه بقية اللبنانيين معه فلم لا؟".
وأكد أن "أي شخص يستطيع تأمين شروط التوافق نعطيه فرصة وبطروحات جعجع الحالية لا أرى فرصة حلول لكن غداً (اليوم الجمعة) لديه حلقة وقد يقدم شيئاً جديداً".
وبالنسبة إلى ترشيح النائب ابراهيم كنعان للرئاسة، قال باسيل: "عندما طرح ترشيحه معنا كنا قدر قررنا عدم ترشيحي أو أي أحد من التيار وأصر على ذلك، ولو حصل الاجتماع معه قبل إحالته على مجلس الحكماء كنت سأقول له أخرج من التيار بالطريقة المحترمة ويمكنك البقاء في التكتل، وعندها ليس لدينا مانع من دعمك ولو لم نرشّحك كما نفعل مع النائب فريد البستاني لكن كنعان اختار طريقه".
أما في ما يتعلق بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه فقال: ""قمت بما يلزم لنحفظ بعضنا ووجود بعضنا"، لافتا الى أن "المهمة كيف نلم بعضنا والبلد والرئيس بري حقه ان يتمسك بمرشحه طالما لم يتأمن التفاهم على شخص آخر كما نحن نتمسك بجهاد أزعور اذا لم يتأمن التفاهم على شخص آخر".
وفي الملفات الداخلية وعن حادثة الأشرفية الأربعاء رأى أنها "تثبت أن السلاح المتفلت يقود الى حوادث مماثلة ونريدُ الجيش فقط ونحن أولاده وأولاد الشرعية وليس لدينا إلا الجيش والشرعية"، وشدد من جهة أخرى على أننا "سنبقى نلاحق ملفات التدقيق الجنائي وأوبتيموم وغيرها ولن نسكت لأنها جرائم في حق اللبنانيين".
وعن الأحداث في سوريا، أبدى باسيل خشيته "من التقسيم في سوريا لان هذا ينعكس على لبنان"، قائلاً: "نحن مع وحدة الدول الوطنية وهمنا ألا تلحق لبنان مصيبة التقسيم التي يفكر البعض انها حل له في حين أنها كارثة عليه".
وأضاف: "هناك امر غريب هو سرعة انتقال العناصر في المجموعات إلى خطاب مدني وهذا يعني أن هناك "قبة باط" من قوى معينة داخلية وخارجية"، مشيراً الى أننا "في لبنان لا نريد دولة اسلامية على حدودنا". وأوضح: "لبنان لا يشبه لا دولة اسلامية ولا مسيحية ولا يهودية ولا ولاية فقيه لبنان إذ لا يناسبه الا التعدد بداخله، وما اخاف منه هو العودة الى النزوح ونعود الى تكرار خطأ 2011، وأنا ادعو كل القوى السياسية والجيش والأجهزة الامن العام إلى أن تقفل الحدود حفاظاً على امن لبنان وعلى بقاء السوريين في أرضهم وعندما تتوافر الصرامة يتحقق ذلك".
وسأل: "لماذا يحق للدول الأوروبية أن تفعل ما تفعله في التعاطي مع النازحين حفاظاً على أمنها القومي ولبنان لا يحق له ذلك؟"، مضيفاً: "لا نريد أن نعود لنسمع مزايدات في لبنان تحت شعارات إنسانية في هذا الملف".
باسيل أشار الى أن "ما يحدث في المنطقة يؤشر الى تراجع النفوذ الايراني، والاميركيون يقولون إن لديهم ثلاثة مشاكل مع ايران برنامج النووي والبرنامج البالستي والاذرع"، لافتا الى أنه "حتى الان اختارت ايران الا تذهب الى الحرب وتريد الاتفاق والافضل لنا ان يحصل اتفاق، وما يهمنا ألا يكون هناك أي شيء على حسابنا وما يهمنا هو ان نبقى على علاقة جيدة مع ايران ولكن ألا تقوم بحروبها على حسابنا".
وشدد على أن "لدي ما يثبت أن هدف العقوبات علي هو حزب الله"، لافتا الى أن "من يسألني عن الموضوع ادعوه الى الاطلاع على ملفي في الخزانة الاميركية"، وعن العلاقة مع السعودية، أكد أن "ما تقوم به في داخلها والمنطقة أراه لمصلحة لبنان".