#الثائر
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران إلياس عودة، اليوم الأحد، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وتطرق في عظته إلى الوضع السياسي الراهن في لبنان.
في معرض عظته، شبّه المطران عودة حال لبنان بـ”الأعمى الذي أعماه ضلال قادته وزعمائه وسوء تصرفاتهم على مدى عقود”.
وأضاف، “لم يعيروا نصائح قادة العالم اهتمامًا، وها هم يستنجدون بهم اليوم. صحيح أن على دول العالم والمؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها تجاه التدمير العشوائي والقتل الجماعي، لكن السؤال الأهم يبقى: أين مسؤولية اللبنانيين؟ أين دور المسؤولين والزعماء والنواب والأحزاب والشعب؟ وأين دور المنخرطين في الحرب؟”.
وأكد المطران أن القرى التي سويت بالأرض هي قرى اللبنانيين، والبيوت التي فجرت بيوتهم، والضحايا الذين سقطوا هم إخوتهم.
وسأل بمرارة: “ماذا ننتظر لإيقاف تدمير بلدنا دوريًا؟ لو كان لدينا رئيس للجمهورية، حكومة كاملة الصلاحيات، دولة قوية، ومجلس نواب يعي دوره، هل كنا في هذا الوضع الدراماتيكي؟”.
وشدد المطران عودة على أن “التأخير في انتخاب رئيس وتعطيل الاستحقاق الرئاسي لا يخدم إلا الدولة العدوة، التي تستفيد من إبقاء لبنان بلا رأس، ضعيفًا ومستباحًا”. ودعا اللبنانيين إلى العودة إلى كنف الدولة والانضواء تحت دستورها وقوانينها، معتبرًا أن “لا خلاص للبنان إلا بوحدة الجميع تحت راية واحدة، هي راية الوطن”.
وأعرب المطران عودة عن أمله في أن “يدرك اللبنانيون أن الدولة هي الخيار الأول والأخير، وأن لبنان وطن لجميع أبنائه، لا جزء من محور أو انتماء خارجي”.
وأضاف: “لقد سئم اللبنانيون الشرذمة والحروب وما تخلفه من دمار وعدم استقرار. سئموا الدولة الضعيفة والمفككة، ويتوقون إلى السلام والاستقرار والنمو والازدهار”.
واختتم المطران عودة عظته بالصلاة من أجل أن “يعُمّ السلام لبنان والعالم أجمع، وأن يحلّ الوعي والتعقل والمسؤولية محلّ التهور والمغامرة”.
كما دعا إلى انتخاب رئيس يعمل مع حكومته على بناء دولة قوية وسيدة على أرضها، تبسط نفوذها على كامل ترابها وتحمي حدودها وسيادتها وأبنائها، آملاً أن “ينعم لبنان بسلام دائم وحياة كريمة في وطن منحنا الله إياه لنحافظ عليه”.
رسالة المطران عودة جاءت لتذكّر اللبنانيين بمسؤوليتهم التاريخية في إنقاذ وطنهم من الفوضى والانهيار، داعيًا الجميع إلى التكاتف ووضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.