#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فيما البلادُ تغرقُ بكلِّ انواعِ الوحولِ والمياهِ والنفاياتِ والردميَّاتِ والإنهياراتِ والنكباتِ والنكساتِ،
تغرقُ ايضاً بهذا الكمِّ منْ سيناريوهاتِ الحربِ او السِّلمِ،
وقفُ إطلاقِ النارِ او توسيعُ العملياتِ البريَّةِ ولا احدَ حتى الساعةَ يُمكنُ أنْ يتكهَّنَ إلى أينَ ستذهبُ الامورُ،
خصوصاً أنَّ الموفدَ الاميركيَّ لم يُحدِّدْ حتى الساعةَ أيَّ موعدٍ لعودتهِ إلى المنطقةِ ولا إلى لبنانَ.
فعلامَ الإستعجالُ في رسمِ سيناريوهاتِ التفاؤلِ، فيما معطياتُ الارضِ ولا سيَّما في الساعاتِ الاخيرةِ تؤشِّرُ إلى إستمرارِ العملياتِ العسكريةِ المُوجعةِ منْ دونِ أيِّ رادعٍ.
***
وقد وصلتْ إلى حدِّ إغتيالِ احدِ المسؤولينَ عنْ إغتيالِ الشهيدِ رفيق الحريري تِبعاً لحكمِ المحكمةِ الدوليةِ منْ دونِ أنْ يؤكِّدَ احدٌ هذا الامرَ منْ جانبِ الحزبِ، في موازاةِ حملاتِ النفي،
كما الشماتةِ لدرجةِ التذكيرِ بــ" وبشِّر القاتلَ بالقتلِ ولو بعدَ حينٍ"...
كلُّ يومٍ يَحملُ معهُ مفاجآتَهُ كما أخبارَهُ الحزينةَ في لبنانَ، فيما نحنُ غائبونَ او مغيَّبونَ عنْ اخبارِ العالمِ.
هذا العالمُ نفسهُ الذي بدأ يَضجرُ منْ اخبارِ القتلِ عندنا وذهبَ إلى متابعةِ اخبارِ الاقتصادِ في العالمِ بعدَ انتخابِ دونالد ترامب وبدءِ ترقُّبِ ملامحِ المرحلةِ الجديدةِ عالمياً على صعيدِ حربِ اوكرانيا والعلاقةِ مع روسيا والصين كما مع اسرائيل...
***
العالمُ في مكانٍ ونحنُ في مكانٍ آخرَ،
وثمَّةَ منْ يقولُ لنا "لا لم ننهزمْ" فليدلَّنا احدٌ أينَ يكونُ الانتصارُ إذاً وعلى ماذا وأينَ؟
على الردمِ؟ على البلداتِ المجروفةِ؟
على السهولِ المحروقةِ؟ على الامهاتِ الثكالى؟
على الاطفالِ اليتامى؟
على البلادِ المدمَّرةِ إقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وامنياً ونفسياً...
***
كيفَ لمْ نُهزمْ؟ ولعلَّ صورةَ الناسِ الغارقةِ في السيولِ السنويةِ للشَّتوةِ الاولى،
هي أكبرُ علامةٍ على هزائمنا حتى بعيداً عنْ الحربِ!