#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يُسجِّلُ الاسبوعُ الجاري محطةً اساسيةً في تاريخِ لبنانَ الحديثِ: سنتانِ منْ دونِ رئيسٍ للجمهوريةِ.
بلدٌ يغرقُ بالحربِ وبالدِّماءِ والدُّموعِ والدَّمارِ منْ دونِ رأسٍ.
بعدَ مرورِ سنتينِ بالتمامِ، في مثلِ هذا اليومِ قبلَ عامينِ غادرَ العماد الرئيس ميشال عون قصر بعبدا منْ دونِ أنْ يسلِّمَ رئيساً آخرَ..
كُثُرٌ توقَّعوا أنْ تطولَ عمليةُ انتخابِ رئيسٍ،
كما أنَّ كُثُراً اعتبروا أنَّ عون قد يكونُ آخرَ رئيسٍ ربَّما،
فيما راهنَ آخرونَ على قلبِ موازينِ القوى في لحظةٍ منْ اللحظاتِ حتى تتغيَّرَ بدورها معادلةُ انتخابِ الرئيسِ، وتعودَ الامورُ إلى لعبةٍ ديموقراطيةٍ حقيقيةٍ لا تدخُّلَ خارجياً فيها ولا إملاءاتٍ.
أنقضتْ سنتانِ ونزلَ لبنانُ إلى الجحيمِ ودخلَ في حربٍ نتيجةَ سيطرةِ الدويلةِ على الدولةِ والسلاحِ غيرِ الشرعيِّ على سلاحِ الدولةِ.
***
ويعيشُ لبنانُ اليومَ اسوأ ايامهِ بانتظارِ حلٍّ يأتي منْ هنا ومخرجٍ يأتي منْ هناك، هبَّتْ فرنسا لنُصرةِ الشعبِ اللبنانيِّ لكنها ألتزمتْ او وعدتْ بتقديمِ مساعداتٍ عينيَّةٍ،
ولكنْ مشروطةً...
وكلَّ يومٍ تتظهَّرُ معالمُ الشروطِ، ولعلَّ أبرزها نزعُ سلاحِ الميليشياتِ، واوَّلها سلاحُ "الحزبِ" وثانيها الاصلاحاتُ الاساسيةُ السياديةُ منها، كالحدودِ والامنِ و 1701 وغيرها فضلاً عنْ الاصلاحاتِ الماليةِ والنقديةِ والاقتصاديةِ.
لكنْ كلُّ ذلكَ بشرطِ انتخابِ رئيسٍ، وعمليَّةُ الانتخابِ لنْ تكونَ حسبَ المجتمعِ الدوليِّ كما كانتْ تجري في السابقِ.
فالرئيسُ عليهِ أنْ ينفِّذَ دفترَ الشروطِ هذا، وإلاَّ لا اموالَ ولا مساعداتٍ ولا هبَّاتٍ ولا اعمارَ..
***
فهلْ أنتبهنا نحنُ إلى الوضعِ الذي سنذهبُ إليهِ؟
خاصةً بعدَ إغتيالِ الامين العام السيد حسن نصر الله والقادةِ النخبةِ والأبرزِ منْ الثنائيِّ والمحورِ، هلْ بالإمكانِ أنْ يرفضوا، او يقبلوا، بهذهِ المعادلاتِ الجديدةِ التي بدأ العالمُ يتصرَّفُ على أنها صارتْ بحكمِ الامرِ الواقعِ، وإلاَّ سنكونُ في عزلةٍ عنْ العالمِ واوَّلُ الغيثِ وضعُ لبنانَ على اللائحةِ الرماديةِ،
إلاَّ... إلاَّ إذا كانَ المطلوبُ .. أخذُ البلادِ إلى مزيدٍ منْ الفراغِ.. بانتظارِ تغييرِ الصيغةِ والنظامِ.
***
ما يُحزنُ هو استمرارُ خطابِ العنتريَّاتِ والبطولاتِ الوهميةِ، فيما الناسُ تَدخلُ إلى موسمِ البردِ والشتاءِ منْ دونِ أيِّ أفقٍ للمستقبلِ.
وقد تمرُّ سنواتٌ منْ دونِ أنْ تعودَ إلى منازلها والخوفُ أننا في انتظارِ ذلكَ،
يَدخلُ ابطالُ الطوابيرِ، ليُحدثوا في الارضِ "فتنةً"!