#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
المتابعُ لوقاحةِ الجانبِ الايرانيِّ في التعاملِ مع الشأنِ اللبنانيِّ لا يُصدمُ منْ حجمِ التمادي بالقولِ "الامرُ لي":
فمنْ دفعَ وموَّلَ وذخَّرَ ودعمَ "الحزبَ" ضدَّ مصلحةِ الدولةِ العليا، وخدمةً لمشاريعَ إقليميةٍ لنْ يتوانى عنْ الحديثِ عنْ أنَّ "ايرانَ مستعدةٌ للتفاوضِ مع فرنسا حولَ تطبيقِ 1701".
صحيحٌ أنَّ هناكَ دوراً مطلوباً منْ ايران لتسهيلِ الاجراءاتِ لدى حزبِ اللهِ (للأسفِ)،
ولكنْ أنْ يقولَ وزيرُ خارجيةِ دولةٍ اجنبيةٍ أنهُ يتفاوضُ عنْ لبنانَ او جهةٍ لبنانيةٍ،
فهي قمةُ الاعلانِ الصريحِ عمَّا اوصلتْ ايرانُ لبنانَ إلى ما وصلَ إليهِ، وعنْ الحربِ المدمِّرةِ التي ادخلتنا فيها.
ولعلَّها المرَّةُ الوحيدةُ التي أصابَ فيها "النجيبُ" حينَ رفضَ قطعاً تدخُّلَ ايران في الشؤونِ اللبنانيةِ،
ولو أنَّ هذا الموقفَ جاء متأخِّراً بعدَ سلسلةِ التنازلاتِ اللبنانيةِ امامَ حجمِ التدخُّلاتِ الايرانيةِ وغيرها في شؤونِ البلادِ،
ولكنْ بعدَ ماذا؟ بعدَ خرابِ "البصرةِ".
***
وهلْ يَقبلُ الاسرائيليُّ اساساً اليومَ بالقرارِ 1701 وهو كشفَ حجمَ العجزِ اللبنانيِّ الرسميِّ امامَ قرارِ "الحزبِ" بالإسنادِ، في مقابلِ الخروقاتِ الاسرائيليةِ الفاضحةِ ايضاً للسيادةِ اللبنانيةِ.
نحنُ امامَ حربٍ مفتوحةٍ، وزادَها تعقيداً قتلُ يحيا السنوار ، فمنْ سيفاوضُ عنْ حماس، ومنْ يُنهي قضيةَ الاسرى والتفاوضِ؟
وهلْ حُكما أيَّةُ نهايةٍ لحربِ غزة ستنعكسُ على حربِ لبنانَ؟
وإذا كانَ ربطُ "الحزبِ" لجبهةِ جنوبِ لبنانَ بجبهةِ غزة لا يزالُ قائماً،
فهلْ بعدَ نهايةِ حربِ غزةَ سيقبلُ نتنياهو بوقفِ حربهِ ضدَّ لبنانَ قبلَ تصفيةِ حزبِ اللهِ والتي قد تتخلَّلها عمليةٌ عسكريةٌ كبيرةٌ ضدَّ ايران؟
***
الحربُ طويلةٌ وتداعياتُها علينا كبيرةٌ وخطيرةٌ، والاقتصادُ إلى مزيدٍ منْ الخسائرِ،
وأزمةُ النازحينَ تكبرُ لتهدِّدَ كلَّ وكرٍ وبيتٍ وحيٍّ ولا سيما وسطَ الاخبارِ والشائعاتِ والإنقساماتِ الحادَّةِ في المجتمعِ،
والرافضِ لأيِّ وجودٍ لعناصرِ "الحزبِ" يُعرِّضُ الناسَ لأيِّ خطرٍ.
وكلُّ ذلكَ.. في غيابِ رئيسٍ للبلادِ بعدَ سنتينِ على الفراغِ!