#الثائر
رضوان الذيب-
الكلمة للميدان والحرب طويلة، وحزب الله حسب المقربين اعد العدة للحروب الكبرى والصغرى وكل السيناريوات العسكرية، وتركيزه الاول والاساسي منصبّ على افشال مخططات العدو ومنعه من تحقيق اهداف حربه المجنونة،
ولن يدخل في السجالات الداخلية السياسية مطلقا، وله الثقة الكاملة بالرئيس نبيه بري وحلفائه، ويقدر عاليا التضامن الداخلي مع النازحين في كل المناطق اللبنانية، ومرتاح الى المبادرات الرسمية والحزبية والفردية والأندية والجمعيات في التعامل مع النازحين في كافة المناطق اللبنانية، وضرورة الحفاظ عليها وتعزيزها وعدم تعكيرها بالسجالات والمناكفات، والإضاءة الخبيثة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الاعلامية، على خلافات فردية في عرمون وعين المريسة عالجتها القيادات فورا وانتهت حبيا.
وتؤكد مراجع عليا، ان النازحين سيعودون فورا الى بيوتهم لحظة اعلان وقف النار كما حصل عام ٢٠٠٦، وكل ما يسرب من البعض عن تخويف المقيمين من النازحين مناف للحقيقة مطلقا، وهذه التسريبات «اسرائيلية» بامتياز، لان الاجواء التضامنية الوطنية الداخلية ازعجت نتنياهو الذي طالب اللبنانيين بعدم دعم حزب الله، وضرورة الوقوف ضده اذا كانوا يريدون وقف الحرب .
وبالتالي فان حزب الله حريص على الأجواء الوطنية واستمرارها، وطالب من مؤيديه وحلفائه على وسائل التواصل الاجتماعي الإبتعاد عن السجالات كليا.
وحسب المتابعين للتطورات الاخيرة، الحزب منشغل في الميدان، وكل تركيزه على جبهة طولها ٣٢ كلم وأكثر من كفركلا آلى مارون الراس، وصد كل محاولات التقدم في العديسة ويارون، حتى القوات الدولية اعترفت انه انسحب من حديقة مارون الراس، ولم يتمكن من رفع العلم «الاسرائيلي» عليها، ولم ينجح في بليدا وعين ابل ويارون، رغم كل فرقه النخبوية العسكرية العاجزة حتى الآن عن أحداث اي خرق نوعي، امام المقاومين الثابتين في مواقعهم بكامل اسلحتهم، والذين لم يستخدموا بعد صواريخ الكورنيت من مختلف الانواع والمفاجآت الكبرى، وما زالوا يتصدون بالعبوات الناسفة المزروعة حديثا، ويتحكمون بالميدان من خلال عمليات الرصد والمتابعة، وضرب تحركات العدو «بوخزات الابر المتواصلة».
مع العلم، ان المقاومة ليست جيشا نظاميا يدافع عن مواقع « نقطوية « وحدود ثابتة، بل يعتمد اسلوب حرب العصابات والكمائن والعقد «والكر والفر»، وجر العدو الى مناطق معينة، وانزال اشد الخسائر في صفوفه.
وحسب المتابعين للتطورات في الجنوب، «اسرائيل» تريد اقامة شريط في الجنوب بعمق ٧ كيلومترات لفرض شروطها، وتريد الوصول الى هذا الهدف قبل ٥ تشرين الثاني موعد الانتخابات الاميركية، اي انتهاء التفويض المعطى لنتياهو لفعل كل ما يريده ضد حزب الله وحماس .
وفي الأيام القادمة سيلجأ نتنياهو لكل ألاساليب الاجرامية التي لم يستخدمها بعد لاحتلال شريط في الجنوب، وإدخال الجيش وتوسيع مهام اليونيفيل الى الليطاني اي بحدود ٤٥ كيلومترا، وجعل المنطقة منزوعة السلاح بقرار من مجلس الامن وتحت الفصل السابع كما ينص القرار ١٥٥٩، وعندها يستطيع نتنياهو القول «للاسرائيليين» انه انتصرعلى حزب الله وابعده عن الحدود، وثبت سلطة بديلة ومغايرة جذريا لكل العهود التي حكمت منذ الطائف في كل المواقع، وهذا لا يمكن ان يحصل من دون القضاء على حزب الله واخراجه من المعادلة اللبنانية، والقول للجميع الامر لي.
النهج «الاسرائيلي»- الاميركي سيسقط مهما كانت التضحيات، حسب المتابعين للتطورات الجنوبية، « فهم ليسوا أقوى مما كانوا و لسنا اضغف مما كنا»، وخسارة معركة او جولة لا تعني نهاية الحرب واعلان الاستسلام الكبير كما يعتقد البعض، الذين لا يعرفون تركيبة حزب الله وما بناه السيد من مؤسسات في كل القطاعات، ادت الى ترميم ما تعرض له الحزب سريعا لجهة القيادة والسيطرة، واكبر دليل على قوة جسم الحزب مما يجري على الخطوط الامامية.
وامس، اطلق حزب الله على القوة التي حاولت التوغل على ميس الجبل ٣١٠ «مقذوفا»، توزعت بين الصواريخ والقذائف المدفعية، وهذا الرقم يؤشر على الجهوزية والكفاءة العالية في إدارة المواجهة، عبر الصمود في الميدان واستخدام الكثافة النارية، وهذا اكبر دليل على عدم صحة اداعاءات جيش العدو عن الحد من القدرة الصاروخية للمقاومة. فالحزب مع حلفائه وبدعم سوري وايراني وعراقي ويمني وروسي وصيني اعدوا العدة، وسيواجهون المخطط الكبير لتغيير الشرق الاوسط عبر الحرب الطويلة الامد، واللعب على عامل الوقت، وانهاك العدو بالعمليات اليومية والقصف من كل المسافات.
ففي العام ١٩٨٢ وصلت «اسرائيل» الى بيروت بدعم مباشر من القوات المتعددة الجنسيات ونيوجرسي، وكان لبنان يعيش حربا أهلية قاسية، والجيش اللبناني مقسوما، ومنظمة التحرير غادرت بيروت كما غادرت، والجيش السوري اصيب بنكسات كبيرة، وحزب الله في بداياته، وتوجت هذه الاجواء بتوقيع اتفاقية ١٧ ايار، وبشر الكثيرون بالعصر «الاسرائيلي» والسلام مع العدو، حتى جاءت عملية «الويمبي» الشهيرة في الحمراء وقتل جنود «اسرائيليين» على يد الشهيد خالد علوان، وفتحت العملية الطريق الى الآلاف من العمليات التي غيرت المعادلات، وحملت معها بداية النهاية للمخطط «الاسرائيلي».
السيناريو «الاسرائيلي» للقضاء على قوى المقاومة يتجدد اليوم، والمقاومة استعدت للمواجهة الطويلة بكل الاساليب، ولن تتراجع ولن ترفع الإعلام البيضاء. والمبشرون بنهاية عهد المقاومة وبداية العصر «الاسرائيلي» واهمون وساذجون، مهما بلغ حجم الجنون «الاسرائيلي»، ومن يعش يرَ.
الديار