#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يستوقفني نداءُ جيشِ اسرائيل بأنَّ كلَّ منْ يذهبُ منْ اللبنانيينَ جنوباً فهو يُعرِّضُ حياتهُ للخطرِ.
بغضِّ النظرِ عنْ وقاحةِ هذا النداءِ الآتي منْ عدوٍّ نعرفُ جرائمهُ وتاريخهُ الدمويَّ فإنَّ سؤالاً يُطرحُ:
كيفَ صُرنا هنا، ولماذا أوصلنا أنفسنا إلى هنا، ولماذا دخلنا في نفقٍ ليسَ لنا علاقةٌ فيهِ؟
الكلُّ يُسرعُ اليومَ نحوَ مفاوضاتٍ (غيرِ موجودةٍ وغيرِ متوفِّرةٍ) لوقفِ إطلاقِ النارِ ومنْ بقيَ على عقلهِ في الداخلِ اللبنانيِّ يتحرَّكُ يميناً وشمالاً ولا يجدُ احداً يردُّ عليهِ لوقفِ آلةِ العدوانِ.
هذا اساسهُ لأننا لم نكنْ دولةً ولم نكنْ نعيشُ في دولةٍ وقد تركنا حدودنا فالتةً وسائبةً لتهريبِ الاسلحةِ والصواريخِ ونقلها، ولحفرِ الأنفاقِ وتخزينِ الاسلحةِ بينَ البيوتِ والتحضيرِ منذُ 2006 (يومَ أُقرَّ 1701 ) لحربٍ جديدةٍ..
واساساً بماذا خدمنا القرارَ 1701 الذي يتمُّ الحديثُ عنهُ؟
هلْ أوقفتْ اسرائيلُ خرقها للبرِّ والجوِّ والبحرِ طوالَ عشرينَ عاماً؟
وهلْ اوقفَ "الحزبُ" التحضيرَ للحربِ،
التي دخلنا فيها منْ حيثُ ندري او لا ندري ودفعَ ثمنها لبنانُ دولةً ومؤسساتٍ واقتصاداً وبنيةً تحتيَّةً؟
***
هلْ احتسبَ احدٌ على مدى سنةٍ منْ بدءِ "معاركِ الإسنادِ" ما كانَ وقعُ هذهِ الحربِ على الاقتصادِ، وما كانَ حجمُ الخسائرِ على كلِّ القطاعاتِ..
واليومَ وبعدَ شهرٍ على الحربِ المفتوحةِ المجنونةِ ضدَّ لبنانَ كيفَ نحصي ونحتسبُ حجمَ الاضرارِ في كلِّ المرافقِ والبلداتِ والمؤسساتِ والتداعياتِ على القطاعاتِ السياحيةِ وغيرها...
***
وماذا عنْ أزمةِ النازحينَ التي ستتحوَّلُ شئنا أم أبينا إلى قنبلةٍ خطيرةٍ جداً ستنفجرُ في كلِّ حيٍّ ومنطقةٍ،
لا سيما وأنَّ هناكَ مناخاتٍ في البلادِ غيرَ سليمةٍ،
على كلِّ الصُّعُدِ وخصوصاً المذهبيةِ والطائفيةِ والمناطقيةِ منها،
هلْ لاحدٌ أنْ يجيبنا:
كيفَ صُرنا هنا؟