#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مرَّةً جديدةً يسودُ الارباكُ في لبنانَ حيالَ التعاملِ مع القطاعِ التربويِّ ومصيرِ العامِ الدراسيِّ كما الجامعيِّ،
وها نحنُ وبعدَ اسابيعَ منْ النقاشاتِ،
نعودُ إلى مظهرٍ منْ مظاهرِ إنقساماتِ الدولةِ، ففي مقابلِ مليونٍ ومئتي الفِ نازحٍ داخلَ لبنانَ.
هناكَ منْ أتخذَ القرارَ على مستوى وزارةِ التربيةِ وبضغطٍ منْ المدارسِ الكاثوليكيةِ لفتحِ المدارسِ تحتَ عنوانِ أنقاذِ العامِ الدراسيِّ للتلاميذِ في المدارسِ الخاصةِ،
وتركِ طلابِ المدارسِ في التعليمِ الرسميِّ إلى الرابعِ منْ تشرين الثاني.
فهلْ هذا القرارُ هو عظيمٌ على مستوى الوحدةِ الوطنيَّةِ؟
***
وهلْ يُعقلُ أنْ نؤجِّلَ انتخاباتٍ بلديةً لأنَّ جزءاً منْ لبنانَ غيرُ قادرٍ على الانتخابِ،
فيما تُفتحُ مدارسُ خاصةٌ في عزِّ الحربِ الممتدةِ على نصفِ اراضي الدولةِ اللبنانيةِ،
منْ دونِ أيِّ اعتبارٍ لا للأمنِ المتوتِّرِ في كلِّ لحظةٍ ولا للغاراتِ الاسرائيليةِ المتنقلةِ منْ منطقةٍ إلى اخرى، ولا للنازحينَ إلى جزءٍ منْ المدارسِ الرسميةِ والخاصةِ ايضاً؟
وماذا عنْ تلاميذِ التعليمِ الرسميِّ او حتى تلاميذِ المدارسِ الخاصةِ النازحينَ منْ مناطقهمْ..
أينَ يتعلَّمونَ وكيفَ يتعلَّمونَ ومتى يتعلَّمونَ؟
هلْ هناكَ لبنانانِ وجسمانِ تربويانِ ولا اعتبارَ لأعنفِ حربٍ ضدَّ لبنانَ؟
هلْ هناكَ قيمةٌ لاطفالٍ يسقطونَ على طريقِ مدرستهمْ في النبطيةِ، فيما هناكَ اطفالٌ في كسروان وبيروت والمتن لا يفقهونَ شيئاً في كلِّ هذا؟
***
وغداً هلْ يجوزُ إذا لم تتمكنْ المدارسُ الرسميةُ منْ فتحِ ابوابها في الرابعِ منْ تشرين الثاني بسببِ الحربِ وبسببِ بقاءِ النازحينَ فيها،
هلْ يُعقلُ أنْ يكونَ هناكَ علمٌ "بسمنة" وعلمٌ "بزيت"..
وناسٌ يتعلَّمونَ وناسٌ لا يتعلَّمونَ..
وناسٌ يتقدَّمونَ للامتحاناتِ الرسميةِ على الوقتِ،
وناسٌ لا يُمكنهمْ تقديمُ الامتحاناتِ ويخسرونَ عاماً.
***
أينَ المساواةُ في كلِّ هذا؟
وأينَ الحسُّ الوطنيُّ؟
أم أنَّ العنصرَ التجاريَّ والماديَّ صارَ هو الآمرُ والناهي ،
فنقبضُ منْ الاهالي وبعدَ اسبوعينِ نعودُ للاقفالِ؟