#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إذا كانتْ المواقعُ الاسرائيليةُ نشرتْ امس إحصاءاتٍ حولَ عددِ القتلى في المواجهاتِ مع لبنانَ منذُ اكتوبر 2023 وهمْ 44 شخصاً بينهمْ 24 مدنياً و 19 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً،
فماذا عنْ لبنانَ؟ ومنْ يحصي عددَ الشهداءِ والضحايا منْ مدنيينَ وعناصرَ حزبيةٍ وتدميرِ بنى تحتيَّةٍ وبيوتٍ ومنشآتٍ ومزروعاتٍ؟
وإذا كانتْ بعضُ المؤسساتِ العامةِ او الخاصةِ تُجري إحصاءاتٍ غيرَ رسميةٍ وغيرَ دقيقةٍ، فمنْ يُقدِّرُ كلفةَ الحربِ منذُ 7 اكتوبر لليوم، الكلفةُ الحقيقيةُ على الناسِ والاقتصادِ والسياحةِ والاعصابِ والمستقبلِ.
منْ الواضحِ أن لا احدَ يسألُ طالما أنَّ القرارَ ليسَ مع احدٍ منْ هذهِ الدولةِ "الفاشلةِ"، وطالما أننا ننتظرُ "مستسلمينَ" ردَّاً منْ هنا وردَّاً منْ هناكَ.
***
ألأسوأُ وسطَ كلِّ هذهِ المشاهدِ، أنَّ دولةَ "النجيبِ" التي صارتْ على قياسهِ وفشلهِ مستسلمةٌ في كلِّ شيءٍ.
وتتركُ الامورَ فالتةً حتى تنفجرَ منْ الكهرباءِ إلى التربيةِ التي سينفجرُ ملفُّ أساتذتها ومدارسها وأقساطها في اوَّلِ الشهرِ المقبلِ،
إلى الاتصالاتِ التي تنزفُ وتنازعُ منْ دونِ أن يسألَ احدٌ ما هي البدائلُ إذا وقعتْ الحربُ وسطَ الخلافاتِ على "الإستعانةِ" بستارلينك ام لا، ولِمنْ يذهبُ تلزيمها..
***
وبالرُّغمِ منْ كلِّ هذا الوحلِ لا ينفكُّ "النجيبُ" عنْ التجربةِ المستمرَّةِ في إختراعِ مشاريعَ قوانينَ ماليةٍ يَعرفُ أنها مستحيلةُ التطبيقِ،
ولا تمرُّ وأساسها شطبُ ودائعِ الناسِ تحتَ عنوانِ إعادةِ هيكلةِ المصارفِ.
وها هي الصيغةُ ربما العاشرةُ للمشروعِ تُسرَّبُ في الكواليسِ على "ايدي" صانعِ المعجزاتِ " نقولا النحاس" الذي صارَ خبيراً في كلِّ شيءٍ وهو عنوانُ الفشلِ في كلِّ شيءٍ مع "النجيبِ" الأكبرِ.
***
فهلْ هذا هو الضروريُّ اليومَ؟
شطبُ ودائعِ الناسِ لترتاحَ الحكومةُ والدولةُ منْ واجباتها، والمصارفُ منْ مسؤولياتها؟
وأينَ الناسُ لا يسألونَ عنْ حقوقهمْ ولا يُحاسبونَ؟
وأينَ الناسُ لا يقولونَ للدولةِ الفاشلةِ انتِ المسؤولةُ عنْ كلِّ الديونِ والخسائرِ بفعلِ إرتكاباتِ كلِّ منْ جاؤوا إلى الحكمِ..
ولكنْ لا محاسبةَ ولا مَنْ يحاسبونَ... وفي الحديثِ عنْ المحاسبةِ، المُبكي اليومَ أنَّ الرئيس سعد الحريري ذكَّرنا عبرَ تغريدةٍ لهُ بتفجيري مسجدي التقوى والسلام بعدَ احدَ عشرَ عاماً على الجريمتينِ.. مَنْ حاسبَ المجرمينَ ومنْ لاحقهم..؟
تماماً ككلِّ الجرائمِ ومَنْ بينها سرقةُ العصرِ للودائعِ..!