#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بالتوازي مع الاجواءِ الإيجابيةِ إلى حدٍّ بعيدٍ التي حملها الموفدُ الاميركيُّ آموس هوكشتاين،
كانتْ شركاتُ الطيرانِ التي تُسيِّرُ رحلاتها إلى لبنانَ، إمَّا تعاودُ الرحلاتَ،وإمَّا تستمرُ بتعليقِ الرحلاتِ او تمدِّدُ العودةَ حتى ما بعدَ العشرينَ منْ الجاري..
وكأنَّ حياتنا صارتْ موقوفةً على ما تُعلنهُ شركاتُ الطيرانِ، كونها اوَّلَ منْ يُنقلُ إليهِ الخبرُ لوقفِ الرحلاتِ.
وجاءتْ بياناتُ الشركاتِ كالبورصةِ الطالعةِ والنازلةِ، لا بلْ أشبهُ بتوقُّعاتِ المنجِّمينَ وآخرهمْ ميشال حايك الذي يُرسلُ لنا فيديوهاتٍ يوميةً تؤكِّدُ ما توقَّعهُ قبلَ اشهرٍ.
وهكذا نبدو كمنْ يسيرُ حسبَ مواعيدِ شركاتِ الطيرانِ وتوقُّعاتِ المنجِّمينَ والمدِّ والجزرِ القادمِ منْ صفقةِ التفاوضِ والوساطاتِ التي يبدو أنها ستستغرقُ وقتاً،
وبالتالي ستوخِّرُ وحمدٌ للهِ عملياتِ الردودِ بينَ ايران وحلفائها واسرائيل، أقلَّهُ كما هو التحليلُ وتِبعاً لمعلوماتٍ قالها آموس هوكشتاين لِمنْ التقاهمْ في لبنانَ حيثُ "جزمَ" أنْ لا حربَ حتى الساعةَ.
***
ورغمَ كلِّ ما يجري والمخاوفِ التي تتجدَّدُ مع كلِّ موجةِ عنفٍ، وآخرها ما جرى بعدَ ظهرِ ومساءِ الاربعاءِ منْ عملياتٍ متبادَلةٍ جنوباً،
فإنَّ كلَّ ذلكَ كانَ بميلٍ وجنونِ اللبنانيينَ نحوَ السهرِ والإحتفالاتِ في ميلٍ آخرَ..
وما كانتْ طوابيرُ السياراتِ وعجقاتُ الناسِ باتجاهِ فقرا وفاريا والمزرعة (حيثُ عيدُ إنتقالِ السيدة العذراء لهُ طابعٌ آخرُ)،
إلاَّ لتؤكِّدَ على الجنونِ اللبنانيِّ والعبثيةِ التي لا حدودَ لها ..
فما معنى هذهِ الموضةُ الآتيةُ ليلةَ عيدِ إنتقالِ العذراءِ والمنتقلةِ إلى فقرا (منْ دونِ صلاةٍ طبعاً)، لتلغيَ او شبهَ تلغي كلَّ إحتفالاتِ القرى والمناطقِ والضيَعِ الصغيرةِ .. إنهُ النموذجُ اللبنانيُّ المضحكُ!