#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّ البلادِ وهمُومها في مكانٍ وإنشغالاتُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ في مكانٍ آخرَ.
ففيما البلادُ في اجواءِ حربٍ لا يُعرفُ كيفَ تبدأُ ولا كيفَ تنتهي ومتى،
تبدو اخبارُ الإنشقاقاتِ والإستقالاتِ في التيارِ الوطنيِّ الحرِّ خارجَ السياقِ العامِ، وخارجَ اولوِّياتِ الصالوناتِ السياسيةِ كما الناسُ،
فهذا التيارُ الذي جسَّدَ رؤيةَ رئيسهِ العماد ميشال عون،
منْ المحزنِ أنْ نراهُ يتفكَّكُ تحتَ عناوينَ عدةٍ، وأنْ نسمعَ اخبارَ الخلافاتِ الداخليةِ وهي تطفو على السطحِ، لتؤكِّدَ أزمةَ الاحزابِ في لبنان وهويَّتها وديموقراطيتها،
خارجاً عنْ حساباتِ العائلاتِ والوراثةِ السياسيةِ وتأثيرِ الشخصِ والزعيمِ والقائدِ والرئيسِ.
وعلى هامشيةِ الموضوعِ المطروحِ بالنسبةِ إلى الملفَّاتِ الأخطرِ، نحنُ امامَ إعادةِ خلطِ الاوراقِ واصواتِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ ككتلةٍ في أيِّ إستحقاقٍ داخليٍّ او تشريعيٍّ، وأهمُّ ذلكَ على الاطلاقِ الانتخاباتُ الرئاسيةُ،
فكيفَ وأينَ ستُصرفُ الاصواتُ الخارجةُ منْ التيارِ ولمصلحةِ مَنْ في أيِّ انتخاباتٍ رئاسيةٍ؟
وعلى سيرةِ هذا الإستحقاقِ أليسَ منْ المستغربِ غيابُ الحديثِ عنْ هذا الملفِّ حتى مِنْ قِبلِ المعارضينَ الذينَ بدورهمْ لم يقدِّموا إلاَّ مبادراتٍ عقيمةً وغيرَ قابلةٍ للصرفِ في أيِّ مكانٍ،
وكأنَّ بهؤلاءِ كما بجماعةِ "الممانعةِ" لا يريدونَ انتخاباتٍ رئاسيةً في الوقتِ الحاضرِ بانتظارِ نتائجِ الحروبِ والوقائعِ الميدانيةِ في غزة ولبنان.
***
وبانتظارِ ذلكَ الوقتِ الذي سيطولُ كثيراً، نحنُ امامَ دولةٍ مهشَّمةٍ، مفكَّكةٍ، متحلِّلةٍ، لا قرارَ رسمياً لها ولا سيادةَ، والفوضى تدبُّ في كلِّ مفاصلها، فيما شعبها منقسِمٌ بينَ تمنيَّاتِ الحربِ للأسفِ وبينَ الدُعاءِ لإبعادها ...
فهلْ نحنُ فعلاً امامَ شعبٍ واحدٍ في دولةٍ واحدةٍ،
ام مجموعةِ قبائلَ للأسفِ تتناحرُ فيما بينها وتنتظرُ الظرفَ للإنقضاضِ على بعضها البعضِ؟
***
العالمُ المتحضِّرُ يعيشُ في مكانٍ ونحنُ على كوكبٍ آخرَ منْ التخلُّفِ والجهلِ والفوضى ..
ألسنا بحاجةٍ إلى نظامٍ ديكتاتوريٍّ يُطيحُ بكلِّ شيءٍ،ويُعيدُ انتظامَ الامورِ؟