#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في عزِّ الإنتظارِ اللبنانيِّ الشعبيِّ لأيِّ ردٍّ اسرائيليٍّ ضدَّ حزبِ اللهِ، قرَّرَ بعضُ افرادِ المنظومةِ الإنصرافَ لمعالجةِ أزمةِ رئاسةِ الاركانِ المجمَّدةِ حتى إشعارٍ آخرَ،
لكنَّ المخارجَ "المستنبَطَةَ" لا تزالُ حتى الساعةَ غيرَ مكتملةِ النضوجِ،
فيما كانَ إهتمامُ رئيسِ القواتِ اللبنانيةِ بالإستحقاقِ الرئاسيِّ، وكأنَّ المجلسَ النيابيَّ سيجتمعُ اليومَ او غداً بناءً على دعوةِ الرئيس بري لإنتخابِ رئيسٍ..
هكذا يُحاولُ المسؤولونَ اللبنانيونَ القفزَ فوقَ خطورةِ غيابِ الدولةِ بقرارِ الحربِ والسلمِ ليُلهوا الرأيَّ العامَ وبخفَّةٍ شديدةٍ بأخبارٍ لا تُقدِّمُ ولا تُؤخِّرُ.
وكأنَّ لا حربَ على الابوابِ،
ولا حربَ إستنزافٍ تحلِّلُ الدولةَ أكثرَ وأكثرَ بكلِّ مفاصلها وتُدمِّرها...
صرنا ونحنُ نتابعُ السِّجالاتَ الداخليةَ حولَ الامورِ "التافهةِ"، نحزنُ ونخافُ بالوقتِ نفسهِ، نحزنُ على ما آلتْ إليهِ امورنا بفضلِ هؤلاءِ،
ونخافُ على منْ سيديرُ حالاتَ الفوضى في البلادِ إذا وقعتْ الحربُ.
***
"منَّننا" النجيبُ أنهُ عادَ منْ إجازتهِ اليونانيةِ، وعادَ إلى بيروتَ ولكنْ ماذا فعلَ؟
أوليستْ البلادُ متروكةً "للحزبِ"،
ليُديرَ قرارَ المواجهةِ ولآموس هوكستين ليقولَ لنا أينَ ستكونُ الضربةُ وما هي حدودُها وما هو سقفها.
***
وهنا، وبعيداً عنْ تفاهاتِ جماعةِ الداخلِ، لماذا تأخَّرَ الردُّ الاسرائيليُّ ما دامَ العدوُّ هدَّدَ بالردِّ؟
حقيقةُ الامرِ حسبَ مصادرَ ديبلوماسيةٍ عربيةٍ، أنَّ الضغطَ الاميركيَّ كانَ كبيراً ،
والإتصالَ الذي اجراهُ الرئيس الايرانيُّ بالرئيسِ الفرنسيِّ كانَ لافتاً بمضمونهِ لناحيةِ تحميلهِ رسالةً إلى الاميركيينَ مفادها أنَّ ايران ستدخلُ الحربَ في حالِ ردتْ اسرائيل...
علماً أنَّ حزبَ اللهِ اصرَّ على الردِّ على أيِّ عمليةٍ اسرائيليةٍ،
باعتبارِ أنهُ في حالِ لم يردَّ فإنهُ سيكونُ حُكماً مسؤولاً عنْ حادثةِ مجدل شمس، على ضوءِ كلِّ ذلكَ..
تُعيدُ تل ابيب النظرَ في نوعيةِ الردِّ وفي توقيتهِ خشيةَ الإنزلاقِ إلى حربٍ شاملةٍ ليستْ حاضرةً لها الآنَ.
ومع ذلكَ كلُّ السيناريوهاتِ مفتوحةٌ حتى الساعةَ!