#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ يُعقلُ أنْ تصلَ بنا الامورُ في لبنانَ لنقبلَ هبةَ الشحادةِ منْ الدولةِ الفرنسيةِ "المنتدبةِ" سابقاً، مجموعةَ باصاتٍ عموميةٍ مخصَّصةٍ (صارتْ) للنَّقلِ المشتركِ،
وهي اساساً مخصَّصةٌ إما لنقلِ المساجينِ في فرنسا، او لنقلِ الموتى، او لنقلِ المصابينَ بالامراضِ العقليةِ الذينَ لديهمْ حساسيةٌ منْ نورِ الشمسِ.
هلْ وصلتْ بنا الامورُ إلى حدِّ قبولِ هبةٍ كيفما كانَ ومهما كانتْ، فقط لأننا بحاجةٍ لأيِّ شيءٍ منْ أيِّ بلدٍ، ومهما كانَ.
هلْ رأى احدكمْ الهبةَ الفرنسيةَ للنقلِ المشتركِ التي طبَّلتْ وزمَّرتْ لها الدولةُ اللبنانيةُ؟
هلْ رأى الباصاتَ المقفلةَ (المرفقة صورتُها) على الاوتوستراداتِ والطرقاتِ والتي تخلو منْ النوافذِ، ومعزَّزةٌ بالواحٍ حديديةٍ بإستثناءِ طاقاتٍ فوقيَّةٍ للهواءِ،
كونُ الباصاتِ لا تتمتعُ بالمكيِّفاتِ؟
هلْ هناكَ ذلٌّ أكثرُ منْ هذا الذلِّ؟
هذهِ نفاياتُ اوروبا تأتي إلينا، وعلينا أن نقبلَ بها لأننا شحادونَ،
ولأنَّ دولتنا سرقتنا وتُعوِّضُ عنْ السرقاتِ بذلِّنا أكثرَ...
***
هلْ تقبلُ عظمةُ دولةِ فرنسا أنْ تُسيِّرَ هذهِ الباصاتَ على طرقاتها؟
كيفَ نقبلُ نحنُ وهي مخالفةٌ لأدنى حقوقِ الأنسانِ؟
أليستْ هناكَ صفقةٌ او قطبةٌ مخفيَّةٌ ما وراءَ كلِّ هذا...
هلْ نحنُ بحاجةٍ إلى مرآبٍ آخرَ متحرِّكٍ غيرِ مرآبِ باصاتِ النَّقلِ المشتركِ التي تحلَّلتْ قربَ العدليةِ، وتحوَّلتْ إلى اوكارٍ للدَّعارةِ والمخدَّراتِ والجرذانِ.
***
نعيشُ في غابةٍ ومع مجموعةٍ منْ اللصوصِ للأسفِ، ولا منْ يراقبُ ولا منْ يُحاسبُ.
والاسوأُ أننا اليومَ وتحتَ عنوانِ الحربِ في الجنوبِ وغزة، نتساهلُ مع كلِّ شيءٍ ونُمرِّرُ الكثيرَ منْ المخالفاتِ ...
وكانَ ينقصنا خطابُ نتنياهو امامَ الكونغرس الاميركيِّ التصعيديِّ لتزيدَ الامورُ تعقيداً،
وليُكرِّسَ ابطالُ المنظومةِ عندنا الأفسدِ محلياً، دولياً وعالمياً، اوقاتَهمْ للحديثِ عنْ خطورةِ الاوضاعِ الاقليميةِ حتى ننسى ما يرتكبونهُ بحقِّ الشعبِ اللبنانيِّ.
هلْ كانتْ تنقصنا مقابرُ وتوابيتُ حتى تزيدَ الحكومةُ الفرنسيةُ علينا توابيتَ متنقلةً جديدةً؟