#الثائر
لمناسبة عيد مار الياس الحيّ، قام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بتكريس كنيسة مار الياس الحيّ ومذبحها في كفرنيس، واحتفل بالقدّاس الإلهي فيها عاونه خادم الرعيّة رئيس دير مار مارون الأب عادل العلم ر.ل.م. والأب جوزيف عواد ر.ل.م.، بمشاركة المونسنيور كميل مبارك، والقيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، والمتقدّم بين الكهنة في قطاع الجبل العالي الخوري فادي صادر، ورئيس دير مار يوحنا المعمدان - رشميا الأب أنطوان بدر، والخوري ديمتريوس خوريه، ولفيف من الآباء، وبحضور عدد من الراهبات، والوزير السابق غطاس خوري، ورئيس بلديّة كفرنيس المحامي الدكتور سليمان لبوس، ومختار البلدة جوزيف الخوري، ورئيس بلديّة البيره المهندس رفيق مسلّم ومختار البلدة ذبيان صفير، ونائب رئيس بلديّة مجدل المعوش يعقوب صابر ومختاري البلدة هيكل عون وأمين فرح، ومختار المريجات مرعي مرعي، ومختار عين زحلتا - نبع الصفا طانيوس صوما، وفعاليّات سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة وتربويّة، وأخوية الحبل بها بلا دنس في كفرنيس، وأخويات البيره والمعوش ووادي الست، ولجان الأوقاف في رعايا المنطقة، وحشد من أبناء الرعيّة. وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "إن لم يبن الربّ البيت فباطلًا يتعب البناؤون" (مز ١٢٧: ١). فالشكر للربّ الذي أعطاكم جميعًا القدرة والإرادة الحسنة والغيرة المسيحيّة وسخاء الكف لتقوم هذه الكنيسة الجميلة في هذه البلدة العزيزة وتكون المكان الذي تجتمعون فيه إخوة وأخوات حول مخلّصنا وإلهنا وربّنا يسوع المسيح في المحبّة والفرح لتتعزوا فيها وقت الحزن وتتعلّموا الصبر وقت المحنة وتتشجعوا وقت الألم والخوف. هنيئًا لكم هذه الكنيسة التي فيها ستنالون الخلاص الذي تحقَّق بإرادة الله الآب وبتجسّد الابن وموته وقيامته والذي يصير حقيقة فينا كلَّ يوم بفعل الروح القدس، أكان في المعموديّة أو في التثبيت أو في الإفخارستيا أو في سرّ الزواج. إنّني أشكر كلَّ من ساهم في بناء هذه الكنيسة وفي تتميمها منذ بداية المشروع وحتى البارحة. وأشكر أيضًا وكلاء الوقف الذين تابعوا الورشة مضَحّين منذ زمان بوقتهم وبراحتهم لسنين طويلة حبًّا بمار الياس وببلدة كفرنيس فجاءت الكنيسة على قدر محبّتهم. وأشكر خاصة الآباء الرهبان والكهنة الذين خدموا ويخدمون هذه الرعيّة المباركة ورافقوا عمليّة البناء بكثير من السهر والعناية والمحبّة. إخوتي وأخواتي، لقد بنيتم هذه الكنيسة بتضحيات كبار ورفعتم فوقها الصليب تذكيرًا وعلامة على محبّة الله لكلِّ إنسان، أكان بارًا أم خاطئًا، أبيض أو أسود، فقيرًا أم غنيًّا. وأنا أدعوكم في هذا المساء لتكونوا أنتم أيضًا تذكيرًا وعلامة على محبّة الله لكلّ إنسان بمحبّتكم حتى لأعدائكم، وبغفرانكم اليومي لمن يسيء إليكم، وبتواضعكم على الرغم من مواهبكم ومن إنجازاتكم، وبخدمتكم المجانيَّة للغريب وللقريب. لا تستحوا بنشر البشارة للجميع لأنّ من يقبل الربّ يسوع في حياته يكون له الخلاص. إخوتي وأخواتي، إجتمعتم معًا حول مشروع بناء الكنيسة وتعاونتم حتى تحققت الأمنية بكنيسة تليق بالربّ يسوع وبقدّيسه النبي إيليّا. أدعوكم إلى أن تبقوا متحدين في عمل الخير ومتعاونين في ما بينكم على إحلال السلام حيثما حللتم وفي محيطكم. لا تدَعوا السياسة تفرِّق بينكم ولا الوجاهة والمراكز. إبنوا الجسور مع جيرانكم ولا تتحصَّنوا داخل أسواركم. حمى الربّ شعبه في هذه المنطقة العزيزة وفي لبنان والشرق وأعطانا السلام ومواهب روحه لنبقى شهودًا حقيقيّين له اليوم وغدًا. آمين". وكانت كلمة للأب جوزيف عواد وممّا جاء فيها: "فقال إيليّا: "حيٌ هو الربُ إلهي الذي أنا واقفٌ أمامه" هذه الآية من الكتاب المقدّس التي اختارتها الرعيّة في ذكرى تدشين كنيستها في عيد شفيعها مار الياس الحيّ. إيليّا هو أوّل مَن أطلق هذه الصرخة وردّدها مرات كثيرة فصارت شعارًا في حياته، كلّما قام بمهمّة غير عادية مرسلًا فيها من الله. فكان يشهد فيها لقدرة الله الحيّ. نعم حيٌّ هو الربّ، هو معنا، خاصة في فرحتنا اليوم في تدشين كنيستنا المباركة. وجودُكم معنا يا صاحبَ السّيادة، وبركتُكم الأبويّة وترؤسُكم هذا الاحتفال، يزيدنا بهجة وسلامًا وفرحًا واطمئنانًا. كل الشكر والتقدير لكم على هذا الحضور الأبوي والمحبّب بيننا. سيادتُكم رئيسُ أبرشيّتنا التّي تقودُونها بروحانيّةِ الرّاعي الصالح، والمدبِّرِ الحكيم، بغيرة إيليا وبعلمِ بولسَ وحماسَةِ بطرس. حضوركم المبارك يا صاحب السيادة في رعيّة مار الياس الحيّ كفرنيس هو تتويجٌ لسهرٍ وتعبٍ وحُلمٍ تحقق برعايتكم وببركتكم، حلم أن نصلَ إلى هذا اليوم المنتظر، الذي أنعم به الله علينا بهذه الكنيسة المباركة. رعيّتنا مار الياس، بكهنتِها وكلِّ فاعليّاتها وكلِّ مؤمنيها، تشكرُ لكم هذه المحبّة، وتبادِلُكم أسمى مشاعر الامتنان، ونصلّي إلى الربّ، بشفاعة النبي إيليا، صاحب العيد، أن يمنحكم أيامًا مجيدة، لتبقوا العين الساهرة على رعاية قطيع المسيح، الذي أوكله الله إليكم. وفي هذه المناسبة، لا بدّ من أن نشكرَ كلّ من ساهم وحتى في فلس الأرملة لإتمام بناء هذه الكنيسة التي كانت بمثابة حلم قد تحقق بفضل إيمانٍ كبير. أخص بالذكر أبناء رعيّة مار الياس كفرنيس، الذين من خلال وحدتهم وحبّهم لشفيع رعيّتهم، واندفاعهم وتضحياتهم وسخائهم أُنجز هذا البناء: الكنيسة مع الصالونات الثلاثة. كما أشكر، كلّ الشكر، الأصدقاء المساهمين، أصحاب الأيادي البيضاء، وكل من أشرف على عمليّة البناء، من مهندسين وفنيّين اختصاصيّين وعمّال، وعلى رأسهم لجنة إدارة الوقف التي كانت متعاونة مع الجميع بكل محبّة. لجنة الوقف طيلة هذه الفترة من البناء أعطت المجال للجميع من أبناء البلدة، إن كأشخاص أو كجماعات، للمشاركة في العمل معها. وهنا نذكر شباب كفرنيس الذين كان لهم دور بارز في إطلاق النشاطات والمبادرات والحفلات بهدف جمع التبرعات. ونذكر أيضًا دور أخويّة الحبل بها بلا دنس، التي كان عملها طيلة هذه الفترة مميزًا ومكملًا. فهي عملت أيضًا على التجهيز الداخلي للكنيسة من حاجات للمذبح، وشراشف وبدلات كهنوتية للقداس وسجاد وغيره، إلى تتميم تجهيز وفرش صالون من صالونات الكنيسة. وفي هذه المناسبة، ولا بدّ لنا من أن نترحّم على من فارقونا إلى حضن الآب السماوي. وكان لهم دور مهم في الإشراف والسهر على أعمال الرعيّة خاصة في مجال البناء، صلاتنا ان يجعل الله مثواهم ملكوته السماوي مع أبراره وقديسيه. اسمحوا لي أيضًا أن أذكر جميع الكهنة الذين خدموا هذه الرعيّة بحب وتفانٍ، فكانوا العين الساهرة على الرعية، وتركوا عند أبناء الرعيّة كل محبة واحترام. وهم كهنة من رهبان دير مار مارون وكهنة أبرشيّون. بارك ربي كلَّ من تبرّع وساهم وضحّى لبنيان بيتك، ولتكن لنا غيرةُ إيليا مثالاً ودافعاً للثبات في إيماننا والحفاظ على كنيستنا وأرضنا ووطننا. آمين". وبعد القدّاس الإلهي، الذي خدمته جوقة مؤلفة من أولاد الرعيّة والطلاب الإكليريكيين، التقى المطران عبد الساتر المؤمنين والمؤمنات في صالون الكنيسة.