#الثائر
يواصل جيش العدو الإسرائيلي التحقيق في الهجوم غير المسبوق الذي شنته جماعة الحوثي عبر مسيرة تمكنت من اختراق الأجواء الإسرائيلية دون ملاحظة رادارات القبة الحديدية لها، وكأنها دخلت من منطقة "عمياء" غير ملحوظة للرادارات.
ويحقق الجيش في سبب عدم تمكن الدفاعات في تحديد المسيرة لهدف معاد، وبالتالي لم يتم اعتراضها من قبل القوات الجوية، على الرغم من اكتشافها بواسطة الرادار قبل حوالي سبع دقائق من الاصطدام القاتل.
وقالت قوات الجيش الإسرائيلي إن الطائرة بدون طيار تم تحديدها، لكن خطأ بشري أدى إلى عدم التعامل معها من قبل الدفاعات الجوية. ولأنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد الهدف الذي تم تحديده لاحقًا على أنه طائرة هجومية كبيرة بعيدة المدى، لم تصدر صفارات الإنذار.
الطائرة بدون طيار، التي حددها الجيش على أنها من طراز "صماد-3" المصنوعة في إيران والتي تم تعديلها ليكون لها مدى طويل، طارت لأكثر من 10 ساعات للوصول إلى إسرائيل.
عبرت مصر ودخلت من البحر
وبحسب موقع تايمز أو إسرائيل، فإنه فقًا للتقييمات العسكرية، لم تتبع الطائرة مسارًا مباشرًا إلى إسرائيل من اليمن، حيث عبرت الطائرة مصر ودخلت تل أبيب من اتجاه البحر الأبيض المتوسط على ارتفاع منخفض، مما جعلها تقطع مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر (1200 ميل) للوصول إلى إسرائيل.
ويُعتقد أن الحوثيين قاموا بتعديل الطائرة الإيرانية الصنع بحيث تحمل أقل من 10 كيلوجرامات من المتفجرات، بانخفاض من 18 كيلوجرامًا القياسية. وبذلك، كانت قادرة على حمل المزيد من الوقود، الطيران لفترة أطول، والوصول إلى إسرائيل.
ونفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد البحري دانيال هغاري، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، أن الهدف كان يُعتقد أنه طائرة صديقة وبالتالي لم يتم التعامل معه.
وقال في رد على هذا السؤال: "الجواب لا. في هذا الحدث، كان هناك خطأ، كان هناك نوع من التعرف، ونحن الآن نحقق في السلسلة الكاملة لسبب عدم وجود اعتراض".
خلال الهجوم، كان سلاح الجو الإسرائيلي أيضًا يتتبع ويسقط طائرة بدون طيار تقترب من الشرق، على ما يبدو أُطلقت من العراق.
ماذا عن الرادارات الأميركية فوق البحر الأحمر؟
وفقًا لسلاح الجو الإسرائيلي، فإن إعلان القيادة المركزية الأميركية يوم الجمعة الذي وصف تدمير صواريخ وطائرات بدون طيار حوثية أشار إلى حوادث صباح الخميس ولم يكن له علاقة مباشرة بالهجوم الليلي.
تم إخطار سلاح الجو الإسرائيلي من قبل القيادة المركزية بتلك الحادثة السابقة يوم الخميس، كما هو الحال مع عمليات الاعتراض والضربات التي تقوم بها القوات الأميركية بشكل شبه يومي.
وبسبب اليوم الكامل بين الحدثين، خلص سلاح الجو الإسرائيلي إلى أنه من المرجح عدم وجود علاقة مباشرة بين الطائرات التي دمرها الأميركيون والطائرة بدون طيار الوحيدة التي ضربت تل أبيب.
كانت طائرة الجمعة هي أول طائرة بدون طيار أُطلقت من الحوثيين تصل إلى تل أبيب.
وأطلق الحوثيون المدعومون من إيران أكثر من 200 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز على إسرائيل منذ نوفمبر، وفقًا للجيش. بالإضافة إلى هجوم الطائرة بدون طيار يوم الجمعة في تل أبيب، ضرب صاروخ كروز بالقرب من إيلات في مارس.
تقول قوات الجيش إن الغالبية العظمى من التهديدات تم اعتراضها من قبل القوات الأميركية وفي عدد قليل من الحالات من قبل الطائرات المقاتلة الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي الأرضية.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تيمور خان، رئيس العمليات في "كونفليكت أرمامنت ريسيرتش"، وهي شركة خاصة مقرها المملكة المتحدة تحقق في تهريب الأسلحة العالمي، أن الإطلاق من الأراضي اليمنية كان من المحتمل أن يتطلب من الطائرة التحليق فوق البحر الأحمر، حيث تقود البحرية الأميركية جهدًا دوليًا لاعتراض هجمات الحوثيين على الشحن التجاري، ثم عبرت شبه جزيرة سيناء المصرية وخرجت فوق البحر الأبيض المتوسط قبل التوجه شرقًا نحو الساحل الإسرائيلي.
حذر قائد القيادة الوسطى الأميركية مؤخرًا في رسالة سرية إلى وزير الدفاع لويد أوستن من أن العمليات العسكرية في المنطقة تفشل في ردع هجمات الحوثيين على الشحن وأن نهجًا أكثر صرامة مطلوب، حسبما أفادت وول ستريت جورنال.
وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة كانت على اتصال بإسرائيل بعد الهجوم بالطائرات بدون طيار لمعرفة المزيد عما حدث بينما يحقق الإسرائيليون في الحادث.
رخيصة وبسيطة
وأوضح طال عنبار، الخبير الإسرائيلي في مجال الصواريخ وسياسة الطيران خلال مقابلة مع i24NEWS إن المسيرة التي ضربت تل أبيب ليلة الجمعة "تمتلك محرك مكبس وتستهلك وقود عادي مثل البنزين، كما أنها تمتلك محرك صغير وهو على الأغلب من إنتاج صيني أو إيراني". مشدداً على أن الحديث يدور عن "منظومة غير مكلفة يتم إنتاجها بكميات كبيرة".
وتابع مضيفاً حول مميزاتها: "إن المسيرة تحلق لمسافات طويلة وعلى مدار ساعات عديدة وببطء، السرعة البطيئة والارتفاع المنخفض تسمح لها في مرات عديدة بعدم كشفها من قبل الدفاعات الجوية والرادارات، وتصنيفها كتهديد يجب اعتراضه، لكن في غالبية الأحداث يتم إسقاطها".
وشدد الخبير على أنه على الأغلب: "يتم إسقاط هذا النوع من المسيرات، لكن يجب أن نتذكر أنه لا توجد حماية محكمة من أي صاروخ، أو طائرة مسيرة من أي نوع".