#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في بلدِ الشَّحادةِ والشَّحادينَ والمتسوِّلينَ والعايشينَ على حسابِ الآخرينَ،
إعتدنا منذُ سنواتٍ توجيهَ الشُّكرِ إلى الأيادي التي تمتدُ لمساعدتنا في يومياتنا الحزينةِ.
وها هو "الشُّكرُ" منْ جديدٍ يَصدحُ منْ حنجرةِ "النجيبِ"، منْ منبرِ الجامعةِ اللبنانيةِ التي احتفلتْ بإنجازٍ آخرَ على ظهرِ احدِ رجالِ الاعمالِ الاردنيينَ.
شَكَرَ "النجيبُ" العراقَ على ما يُقدِّمهُ للبنانَ في موضوعِ النفطِ والفيولِ الذي ضاعتْ تفاصيلهُ، وربَّحنا "النجيبُ" "جميلي" أنهُ سيسافرُ إلى العراق،
بعدَ عاشوراءِ لإنجازِ إتفاقٍ جديدٍ،
(بدلَ أنْ يقولَ أنهُ بعدَ عودتهُ منْ سفرتهِ الاولى الاستجماميةِ).
***
دولةٌ تعيشُ على وابلٍ منْ الشُّكرِ.. والذلِّ ،
بالأمسِ بعدَ حربِ تموز قلنا شكراً قطر لِما قدَّمتهُ منْ إعمارٍ للضاحيةِ الجنوبيةِ وللجنوبِ، وقبلها قلنا للسعوديةِ شكراً ،
السعوديةُ لِما قدَّمتهُ على مدى سنواتٍ في سبيلِ إعادةِ اعمارِ لبنانَ، وللهبَّاتِ للجيشِ اللبنانيِّ ولقوى الامنِ الداخليِّ،
وقبلَ اسبوعٍ عدنا لنقولَ لقطر شكراً على ما قدَّمتهُ للجيشِ اللبنانيِّ منْ اموالٍ نقديةٍ على مدى سنةٍ، ولتجديدِ الهبَّةِ لستةِ اشهرٍ جديدةٍ.
وبعدَ إنفجارِ المرفأِ قلنا لفرنسا وللرئيس ايمانويل ماكرون شكراً للدَّعمِ وللحبِّ وللحضورِ الجسديِّ إلى بيروتَ ولا تزالُ اصواتُ الناسِ في ذاكرتنا: أنقذنا يا ماكرون منْ السياسيينَ اللبنانيينَ وشكراً فرنسا.
وكلما قدَّمتْ واشنطنْ مساعداتٍ عينيةً منْ بطانياتٍ وذخائرَ ( ليسَ أكثرَ) وسياراتٍ للشرطةِ، نقولُ لها شكراً للدعمِ والمحبةِ.
وفي عزِّ السنواتِ التي تلتْ الطائفَ، هلْ نسينا خطاباتَ الودِّ والإعتزازِ والشكرِ لسوريا ووقفتها إلى جانبِ لبنانَ ودعمها المستمرِّ لمؤسَّساتهِ وحكايةِ المسارِ والمصيرِ ،
ليتكلَّلَ الشكرُ لإيران ووقوفها إلى جانبِ "المقاومةِ" وتقديمها المالَ والسلاحَ وصولاً إلى بواخرِ الفيول ...
***
هذا باختصارٍ فصلٌ منْ فصولِ مساراتِ الشَّحادةِ والشُّكرِ والذلِّ للدولِ التي قدَّمتْ المساعداتَ للبنانَ..
فكيفَ يمكنُ أنْ نبقى دولةً مستقلةً وصاحبةَ سيادةٍ إذا كنَّا نَدينُ لكلِّ هؤلاءِ بالولاءِ..
ولم ننسَ طبعاً وصاياتَ الصناديقِ الدوليةِ ومؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ وصولاً إلى منظماتِ إيواءِ النَّازحينَ واللاجئينَ.
***
متى تخجلونَ أنْ تُصبحوا دولةً غيرَ فاشلةٍ تتَّكلُ على نفسها وتنظمُ شؤونها ذاتياً؟
هلْ يجبُ على الجمهوريةِ أنْ تبقى على "شاكلةِ" هذهِ المنظومةِ الفاسدةِ...؟
فسادٌ، محاصصاتٌ ، سرقاتٌ، صرفُ نفوذٍ ، تبعيةٌ وغيرها منْ الموبقاتِ..
كفى.. لقد قرِفنا منْ الذلِّ.
إخجلوا منْ أنفسكم وقرِّروا!