#الثائر
لا يكفي ما يعانيه اللبنانيون من ضغوطات الازمات السياسية والمالية والمشاكل المختلفة، وانهيار مؤسسات الدولة ،وتداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، حتى فوجئوا بانقطاع الساعات القليلة من التيار الكهربائي الى همومهم اليومية، في عز لهيب الصيف، وفي موسم قدوم المغتربين لزيارة وطنهم وذويهم، بعدما وعدوا مرارا باستمرار، بزيادة التغذية بالتيار طوال الاشهر المقبلة.
كان اختيار مافيا الكهرباء لتوقيت قطع التيار، متقنا ومدروسا، في هذا الوقت بالذات ، لاحداث اكبر قدر من النقمة والاستياء وتذمر المواطنين، الذين يعانون أساسا من الاعباء الباهظة لكلفة التزود بالكهرباء من المولدات الخاصة، والضائقة الاقتصادية والمعيشية، لارغام المسؤولين السياسيين والماليين، الرضوخ والاستجابة صرف اموال لشحنات مادة الفيول المستوردة من الخارج ، وبعضها مشكوك بوجود صفقات وعمولات من حولها.
لم يسبق أن حذر وزير الطاقة وليد فياض ومسؤولي مؤسسة الكهرباء، باقي المسؤولين السياسيين والماليين، من امكانية قطع التيار الكهربائي،جراء نفاد مادة الفيول اويل في هذا الوقت بالذات، بعدما اكدوا مرارا توافر هذه المادة الضرورية، وعبروا أكثر من مرة ارتياحهم لتحسين الجباية وتجاوب المواطنين معهم.
بل أكثر من ذلك، فقد وعد وزير الطاقة المواطنين بزيادة ساعات التغذية بالتيار الى عشر ساعات يوميا.
كيف تفسر هذه الوعود والتعهدات، أمام المواطنين، بعد قطع التيار الكهربائي فجأة في عز الصيف عنهم ، ووجود أكثر من باخرة فيول متوقفة أمام الشواطىء اللبنانية، وتكدس اموال الجبايات بالعملة اللبنانية والدولار الاميركي في المصرف المركزي؟ اسلوب قطع التيارالكهربائي عن المواطنين هذه الأيام ، هو ذاته الذي مارسته مافيا التحكم بالكهرباء منذ أكثر من عشر سنوات، واستنزفت خلاله عشرات مليارات الدولارات من خزينة الدولة، وكانت احد الاسباب الرئيسية التي ادت الى الازمة المالية وانهيار سعر صرف الليرة .
لم يعد جائزاً ، استمرار نهج الابتزاز نفسه الذي تمارسه مافيا الكهرباء،بحق المواطنين والدولة، بقطع التيار الكهربائي عنهم ، لارغام المسؤولين، على دفع الاموال المنفوخة لسماسرة شحنات الفيول المشكوك بامرها، دون حسيب او رقيب.
معروف الداعوق - اللواء