#الثائر
كتب نادر حجاز في موقع mtv عبر مقابلة مع الخبير العسكري اكرم كمال سريوي
عادت مسيّرات حزب الله لتنجح بخرق القبّة الحديديّة الإسرائيليّة في الأيام الأخيرة، بعدما كان تراجع استخدامها في فترة سابقة. وقد نفّذ "الحزب" عمليّات نوعيّة لافتة من خلال استخدام مسيّرات انقضاضية أصابت أهدافاً دقيقة وفي خطوط متقدمة.
هذه الخروقات اللافتة، والتي سمحت للحزب بشنّ غارات جوية من خلال "درون" كانت حصراً على الجانب الإسرائيلي، تشكّل مصدر قلق حقيقي للعدو... فما هو حجم سلاح الجو بيد "الحزب"؟ وأي ثغرات سمحت له بالعودة إلى تكثيف استخدامه؟
أشار الخبير العسكري أكرم سريوي إلى أنه "لطالما كانت إسرائيل محمية، وأجواؤها عصية على الطيران العربي، ثم دعّمت دفاعاتها الجوية، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، بمنظومات "باتريوت"، و"ثاد"، و"أرو"، والقبة الحديدية. كل ذلك كان مفيداً، قبل أن يدخل سلاح المسيّرات إلى ميدان المعركة، ويقلب المعادلات".
ولفت سريوي، في حديث لموقع mtv، إلى أن "التطور التقني لم يعد حكراً على الدول المتقدمة، وباتت المسيّرات سلاحاً فعّالاً في يد دول عدّة، كانت تُصنّف من الدرجة الثانية على المستوى العسكري. والأخطر من ذلك أن سلاح المسيّرات بات في متناول قوى كحزب الله وحماس وغيرهما. وهم أصبحوا قادرين ليس على شرائه وحسب، بل على تصنيعه أيضاً".
وحول أداء حزب الله، يقول: "بعد أن حدّد حزب الله مواقع انتشار عربات القبة الحديدية، ودرس نقاط ضعفها، نجح في شل عمل هذه المنظومة، وتدميرها أكثر من مرة".
ولكن ما هي أبرز نقاط ضعف القبة الحديدية؟ يجيب: "عدم قدرتها على اكتشاف الأهداف التي تطير على ارتفاع منخفض، او أسلحة الصواريخ المباشرة، كصواريخ كورنت الروسي، والماس الايراني، المضادة للدروع. والنقطة المهمة هي أن مسافة الرمي لهذه الصواريخ أصبحت تتجاوز، بعد التعديل، مسافة 10 كلم. والنقطة الثانية هي أن صواريخ القبة الحديدية لا تزيد فعاليتها عن 30 في المئة وفق التقارير الميدانية الاسرائيلية، بعد التجربة في غزة وفي الجبهة مع لبنان".
يستفيد "الحزب" من هذه الثغرات ويعمد إلى تنفيذ عمليات مركّبة لشل القبة الحديدية والاحتيال عليها، وفق سريوي، فهو يقوم بإطلاق رشقات من صواريخ الكاتيوشا، وتقريباً في الوقت نفسه، على طول الجبهة وعلى محاور عدّة، من البحر إلى جبل الشيخ. ثم يستهدف، في الوقت نفسه، المراكز الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع. وبذلك يُجبر القبة الحديدية على كشف أماكن تمركزها، وبسبب طبيعة الأرض الجبلية، يُجبرها أيضاً على وضع راداراتها على مسافات قريبة من الحدود، وغالباً على سفح التلة المقابل للاراضي اللبنانية، مما يسهل عملية استهدافها. وقبل أن تعيد منصات القبة الحديدية التذخير، يعمد الحزب إلى إرسال أنواع عدّة من المسيّرات، لضرب الأهداف المحددة، ومن بينها منصات القبة الحديدية".
وفي ظل طبيعة أرض المعركة، كيف تعمّل مسيّرات "الحزب"؟
يشرح سريوي ثلاث طرق توجيه مختلفة، فبعضها يحمل كاميرات، ترسل الفيديوهات الى مركز القيادة، الذي يقوم بتوجيه المسيّرة بصرياً إلى الهدف.
النوع الثاني يعمل عبر الأقمار الصناعية، وهو طبعاً لا يستخدم نظام GPS الأميركي، بل يستخدم نظام بايدو الصيني، أو غلاسنا الروسي، وبالتالي يصعب التشويش عليه أيضاً.
أما النوع الأخطر من المسيّرات، فهو الذي تتم برمجته بشكل مسبق، من نقطة الانطلاق إلى الهدف. وهذا يُستخدم ضد الأهداف الثابتة طبعاً، ومن الصعب جداً التشويش عليه.
وتابع سريوي: في الفترة الأخيرة استخدم حزب الله مسيّرات إنتحارية، قادرة على إطلاق الصواريخ. وكانت مزوّدة بصواريخ اس-5. ثم أرسل مسيّرة أسقطت قذيفة على مستعمرة المطلة، وعادت إلى موقعها بسلام.
منذ فترة، قال جنرال أميركي تعليقاً على الحرب في البحر الأحمر ضد قوات الحوثيين: "نحن نُطلق صاروخاً ثمنه مليوني دولار، لإسقاط مسيّرة ثمنها ألفي دولار"، ربما يكون هذا التصريح كافياً لوصف واقع الحرب الجديدة من بطولة المسيّرات، وجنوب لبنان إحدى ساحاتها طبعاً.