#الثائر
كتب الأب جورج بريدي م.ل.** يقول:
ما هذه الظاهرة الجديدة في الأعراس المسيحيّة في لبنان التي بدأت تنتشر منذ سنوات قليلة وهي تضرب بعمق سرّ الزواج المسيحي؟
يعقُدان زواجًا مدنيًّا خارج لبنان، ثمّ يأتيان للقيام بنوع من "بركة" أمام الكاهن.
أو يتزوّجان على نطاق عائليّ صغير قبل أيّام من "العرس الكبير"، ثمّ يقومان أيضًا بنوع مفبرك من بركة أو رتبة مصغّرة، أو بالأحرى، وهذه الحقيقة، "بتمثيليّة" في إحدى الحدائق، لتكون الصور حسب الطلب، والأجواء حسب الخيال!
قد تكون الصيغة الثانية أقلّ سوءًا من الأولى، ذلك أنّ العروسَين قد نالا السرّ المقدّس.
ولكن ما يجري هو استهتارٌ كبير بسرّ الزواج المقدّس من قِبَل شعبنا المسيحيّ!
إنّ رتبة سرّ الزواج إمّا يتقدّم منها العروسَين كما هي، ولمرّة واحدة، إحترامًا منهما لمسيحيّتهما وللكنيسة وللّه، أو فلا يطلبانها من الأصل. ولا أحد له الحقّ في إدانة أحد. كلّ إنسان مسؤول عن خياراته في الحياة. أمّا أن نقوم باختراعات تناسب ذوقنا وأفكارنا الخاصّة، فهذا غير منطقيّ وليس بكنسيّ. لم أجد أيّ قرار كنسيّ، أو رتبة كنسيّة رسميّة لبركة زواج مدنيّ دون أن يكون كنسيًّا، أو لبركة لزواج شكليّ ما بعد الزواج الكنسيّ، أو...!
سؤالي أيضًا للكهنة إخوتي الذين يوافقون على مثل تلك الصيغ المفبركة للزواج؛ ما الذي نقوله بذلك لهؤلاء الأزواج؟ أغرقوا زواجكم بالمظاهر أكثر فأكثر؟ والأخطر من ذلك، أولئك الذين تزوّجوا مدنيًّا، وهم رافضون أخذ السرّ المقدّس كنسيًّا، هل اقتنعوا بصيغة "البركة" تلك أنّ زواجهم أصبح مقبولًا، وليسوا في حالة زنى؟
شبابنا المسيحيّ بحاجة ماسّة لتنشئة جديّة حول الأسرار عامّة، وحول سرّ الزواج بشكلٍ خاصّ.
على العموم، قد يقول لي البعض ما لي وما عليّ، ليفعل كلّ إنسان ما يرغب به. للأسف، مَن ينظر إلى نسبة الطلاقات يعرف جيّدًا أنّه يوجد خللًا كبيرًا في أساس الزواجات، وأنّ المفهوم الحقيقيّ للزواج، على أنّه سرّ مقدّس، غير واضح وغير مفهوم.
يبقى أملنا في الشبيبة الملتزمة، الواعية، والتي لها علاقة حقيقيّة بالصلاة بالربّ يسوع، فهي لا تنتظر المحاضرات للاقتناع بالزواج الكنسيّ، بل تختار سرّ الزواج بوعيٍ على أنّه مشروع قداسة شخصيّة قبل كلّ شيء، وأنّ اللّه هو الذي يجمع الشخصَين ويباركهما ويقدّس حياتهما.
**الأب جورج بريدي من جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة