#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مكسوراً يعودُ الموفدُ الفرنسيُّ جان إيف لودريان إلى بلادهِ بعدَ سلسلةِ الخيباتِ التي مُنيَ بها خلالَ زيارتهِ إلى لبنانَ.. فلا دعواتهُ إلى التشاورِ لقيتْ اصداءً إيجابيةً، ولا الحديثُ عنْ الخيارِ الثالثِ لقيَ وسيلقى تجاوباً...
"فبدهائهِ" المعروفِ تمكَّنَ رئيسُ المجلسِ نبيه بري منَ إستدراجِ سمير جعجع إلى رفضِ "التشاورِ" حتى،
بعدما كانَ سبقَ لجعجع أنْ وافقَ على التشاورِ وليسَ الحوارِ.
وهكذا يكونُ بري قد نجحَ أقلَّهُ "تكتيكياً" بإظهارِ المعارضةِ كمُعطِّلٍ لأيِّ تشاورٍ حولَ الرئاسةِ، فيما نجحَ بإبرازِ "فريقهُ" كمسهِّلٍ للحوارِ او التشاورِ أيَّاً كانتْ نتيجتهُ،
وقد يكونُ ما اوصلهُ الرئيس بري للموفدِ الفرنسيِّ قبلَ مجيئهِ إلى لبنانَ،
وكتبنا عنهُ سابقاً، ونصحيتهُ لهُ بعدمِ السفرِ إلى لبنانَ قد تكونُ في مكانها، لأنَّ لا شيءَ تغيَّرَ لا بلْ على العكسِ تصلَّبَ كلُّ الاطرافِ منْ جديدٍ،
وعادَ الثنائيُّ ليتمسَّكَ أكثرَ منْ أيِّ وقتٍ مضى بخيارهِ "سليمان فرنجيه" فيما لا يُعرفُ منْ هو مرشَّحُ المعارضةِ، وأينَ اختفى ولماذا، وهلْ لا يزالُ التقاطعُ حولهُ قائماً؟
***
امَّا فيما يتعلَّقُ "بالخيارِ الثالثِ" فتبدو الاتجاهاتُ واضحةً بالفيتوهاتِ المتبادلةِ منْ هنا وهناكَ وحتى منْ الخارجِ منْ هنا وهناكَ حولَ اللواء الياس البيسري وقائدِ الجيشِ جوزف عون والعميدِ المتقاعدِ السفير جورج خوري ..
فلماذا أضعنا أوقاتَنا في تغطيةِ اخبارِ لودريان، ونوابٌ "يستقتلونَ" للغذاءِ والعشاءِ على مائدتهِ و"ليحشدوا" التقاريرَ ضدَّ زملائهمْ وغيرهِ.
نحنُ امامَ معضلةٍ كبيرةٍ تتعلَّقُ بالنظامِ، وصارَ اكيداً أننا امامَ فراغٍ آخرَ قد يتخطى السنةَ منْ الانِ، وربما أكثرَ،
وعندها ماذا سيبقى منْ هذهِ الجمهوريةِ المتحلِّلةِ التي يُديرها "النجيبُ" على هواهُ ومنْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ؟
ألم يَحِنْ الوقتُ لنفكرَ أكثرَ بنظامٍ جديدٍ لا تعطيلَ فيهِ ولا أزماتٍ؟
ألمْ نيئِّسْ الناسَ منْ هذهِ المنظومةِ وعجزها وفشلها!