#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الوقتِ الذي كانَ اللبنانيونَ كما العالمُ يتابعونَ اخبارَ تحطُّمِ طائرةِ الرئيسِ الايراني ووزيرِ خارجيتهِ مع ما تعنيهِ الحادثةُ وما تُخلِّفهُ منْ تداعياتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ،
تتابعتْ فصولُ الامنِ الفالتِ في لبنانَ عبرَ إطلاقِ النارِ في توقيتٍ مشبوهٍ على بيتِ الكتائبِ المركزيِّ في الصيفي.
نحنُ نتحدَّثُ هنا عنْ حادثةٍ غريبةٍ تأتي بعدَ أقلَّ منْ شهرينِ على حادثةِ خطفِ وقتلِ مسؤولِ القواتِ في جبيل باسكال سليمان وما تطرحهُ هذهِ الحادثةُ حتى اليومَ منْ علاماتِ إستفهامٍ..
نتحدَّثُ عنْ حادثةٍ في وسطِ بيروتَ التي يُفترضُ أنها محصَّنةٌ امنياً وفي وضحِ النهارِ وعلى مرأى منْ المارَّةِ والعابرينَ على الاوتوسترادِ المقابلِ.
***
طبعاً لا عجبَ في ذلكَ، والبلدُ مُشرَّعٌ للبعيدِ والقريبِ، للهاربِ واللاجىءِ والمطلوبِ والنازحِ،
ولا عجبَ أنْ يفلُّتَ الوضعُ أكثرَ طالما أنَّ الوقاحةَ الدوليةَ تصلُ،
إلى أنْ يُوجِّهَ المفوضُ السامي للاجئينَ في لبنانَ رسالةً إلى وزيرِ الداخليةِ بسام المولوي (يطلبُ فيها وقفَ الممارساتِ اللاإنسانيةِ كما سمَّاها ضدَّ اللاجئينَ "كما اسمَّاهمْ" السوريينَ غيرِ الشَّرعيينَ)...
هذهِ عينُ الوقاحةِ وقمةُ التجرُّؤِ على بلدٍ وسيادتهِ وامنهِ وكرامتهِ.
فهلْ كانَ هذا المسؤولُ الامميُّ ليقبلَ بهكذا ممارساتٍ في فرنسا او المانيا او ايطاليا او أيِّ بلدٍ آخرَ.
***
لماذا التمادي إذاً في نحرِ ما تبقَّى منْ معالمِ دولةٍ بغطاءٍ دوليٍّ؟
أوليسَ ما يجري هو تأكيدٌ على حجمِ المؤامرةِ التي نُفِّذتْ بحقِّ لبنانَ لتجويعهِ وإفلاسهِ ومنْ ثمَّ فرضِ الشروطِ التعجيزيةِ عليهِ لتوطينِ كلِّ نازحٍ او لاجىءٍ.
اولا يبدو او يتأكَّدُ هنا أنَّ المجتمعَ الدوليَّ قد يكونُ متماهياً مع الأنظمةِ التي جعلتهمْ ينزحونَ إلى لبنانَ.
***
أليسَ مُخجلاً ومدعاةً للغضبِ ما يحصلُ بحقِّ لبنانَ الدولةِ والسيادةِ والكرامةِ؟
إوليسَ ما يجري يدعو الناسَ للتمرُّدِ ولطردِ كلِّ الموظفينَ الدوليينَ الذينَ يَثبتُ أنهمْ يعملونَ ضدَّ لبنانَ ...
عيبٌ ما يجري!