#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَّ قراراً يُتَّخذُ شيئاً فشيئاً بالفوضى.. أم أنَّ إنهيارَ الدولةِ بكلِّ قطاعاتها يَجعلُ الامورَ تتفلَّتُ ليسقطَ الجدارُ وتهوي معاقلُ الجمهوريةِ.
بعدَ فضائحِ "شعبِ التيك توك" وبعدَ الصفحاتِ السوداءِ او الفصولِ الحمراءِ التي عرَّتْ جزءاً منْ شبابنا وشاباتنا للأسفِ خِلافاً للمعاييرِ العائليةِ والاجتماعيةِ والشرقيةِ،
حجبتْ حركاتُ تمرُّدِ دراجاتِ المناطقِ الفقيرةِ والعاطلينَ عنْ العملِ، الانتباهَ عنْ كلِّ الملفَّاتِ الكبيرةِ،
لتطرحَ أزمةَ الدولةِ وهيبتها كما كتبنا على مدى يومينِ،
ولعلَّ السؤالَ الذي يُطرحُ:
لماذا لم تتحرَّك وزارةُ الداخليةِ لتفتحَ دوائرها ليلاً نهاراً إلاَّ بالغضبِ وتحتَ ضغطِ الشارعِ،
وماذا نفعتْ وتنفعُ هذهِ الاجراءاتُ مع الناسِ التي لا تملكُ اساساً لا مالاً ولا رزقاً ولا مستقبلاً ولا عملاً ولا أفقاً ولا نقطةَ ضوءٍ.
***
نعم...
تضعنا هذهِ التحرُّكاتُ امامَ اسئلةٍ اساسيةٍ حولَ مستقبلِ اجيالنا العاطلةِ عنْ العملِ حتى للخريجينَ منهمْ منْ أكبرِ الجامعاتِ اللبنانيةِ،
تنتهي الامورُ ببعضهمْ إلى تجاراتٍ غيرِ مشروعةٍ وإلى بيعِ "السلعِ" عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ وإلى إنحرافاتٍ لا حدودَ لها،
وتأتيَ أعباءُ أزمةِ النازحينَ لتزيدَ الاحتقانَ ولتهدِّدَ بإنفجارٍ اجتماعيٍّ حتميٍّ قادمٍ لا محالةَ، ولا سيما بعدما بدأ الملفُّ يأخذُ أبعاداً طائفيةً ومذهبيةً ومناطقيةً،
فماذا يعني أنْ "يُدفشَ" النازحونَ دفشاً باتجاهِ مناطقِ عكار وعرسال والاطرافِ؟
وماذا يعني أنْ تتكتلَ مجموعاتٌ مذهبيةٌ لتنصرَ النازحينَ على أبناءِ البلادِ في تحرُّكٍ مشبوهٍ وخطيرٍ ومرتَّبٍ ومركَّبٍ وفي توقيتٍ يلاقي الخطَّةَ الدوليةَ لإبقاءِ النازحينَ في لبنانَ؟
***
كلُّ ذلكَ يجري في بلدٍ يغلي عسكرياً وامنياً مع توسُّعِ الاعتداءاتِ الاسرائيليةِ لتجمعَ الحدودَ اللبنانيةَ – السوريةَ بالقصفِ،
وتحتَ عيونِ منظومةٍ عاجزةٍ ومستسلمةٍ ومتآمرةٍ!