#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ انتبهَ احدُ إلى أنَّ مجلسَ النوابِ الذي اجتمعَ امس في ديوانيةِ تناقلِ الاخبارِ والمواقفِ والتوصياتِ غيرِ الملزمةِ للحكومةِ في ملفِّ النازحينَ،
لم يُناقشْ بكلمةٍ واحدةٍ أزمةَ لبنانَ الوجوديَّةَ الاخرى المتعلِّقةَ بحربٍ او لا ضدَّ البلادِ،
ولا تلكَ المتعلِّقةَ بخياراتِ "عسكرةِ" الحدودِ وانطلاقِ عملياتٍ منها منْ دونِ أنْ يكونَ لاحدٍ رأيٌّ فيما يجري.
حصرَ النوابُ كلماتِهمْ فيما يعتبرونَ أنهُ ملفٌّ "ساخنٌ وشعبيٌّ"،
ولم ينطقْ نائبٌ واحدٌ حتى منْ خارجِ جدولِ الاعمالِ بكلمةٍ حولَ ممتلكاتِ الناسِ ومزروعاتهمْ وقُراهمْ وجنى أعمارهمْ في الجنوبِ.
قرى تُمحى عنْ بكرةِ أبيها ومزروعاتٌ تُتلفُ وبيوتٌ تُقصفُ بالقذائفِ الفوسفوريةِ وغاراتٌ ليليةٌ ضدَّ لبنانَ وقراهُ.
***
ومجلسُ النوابِ لم يخصصْ جلسةً لمناقشةِ الوضعِ الامنيِّ في الجنوبِ،
أمَّا حكومةُ "النجيبِ" العرجاءُ فعاجزةٌ ومستسلمةٌ،
حتى لا نقولَ متآمرةٌ، كونُ رئيسها إفتتحَ "مواقفَ العجزِ" حينَ قالَ أنَّ الحكومةَ ليسَ بيدها لا قرارَ الحربِ ولا قرارَ السلمِ.
فحتى لو كانتْ رواتبُ النوابِ والوزراءِ لا تتخطى للفردِ الخمسمايةَ دولارٍ، فهمْ لا يستحقونها.
***
الجلسةُ النيابيةُ بالامسِ اكدتْ العجزَ بتوصيةٍ غيرِ قابلةٍ للتنفيذِ.
وأيُّ جلسةٍ حكوميةٍ لإتخاذِ أيَّةِ آليةٍ تنفيذيةٍ ستواجَهُ بالعقباتِ والمطبَّاتِ والتعقيداتِ. كلُّ ذلكَ نتيجةَ امرٍ واحدٍ: غيابُ هيبةِ الدولةِ وسقوطُ سمعتها في الخارجِ، وتركيبُ كلِّ السيناريوهاتِ على حسابها منْ توطينٍ،
إلى انتدابٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ وماليٍّ ونقديٍّ.
وها نحنُ كشعبٍ في الدولةِ الفاشلةِ ندفعُ الاثمانَ الغاليةَ عنْ سياسيينَ فاسدينَ وجَهَلَةٍ ومتآمرينَ وحاقدينَ الخ..
هلْ مَنْ يُنقذنا مِنْ هذهِ اللعنةِ؟