#الثائر
- الهام سعيد فريحة "
ينزلُ الخبرُ المتداولُ والمعروفُ منذُ اشهرٍ، حولَ بيعِ السيدةِ نازك الحريري بيتَ العائلةِ وارضَ قريطم للجامعةِ اللبنانيةِ الاميركيةِ في بيروت، حزيناً، على قلوبِ اللبنانيينَ كما على جمهورِ رفيق الحريري.
بما كانَ يَرمزُ إليهِ هذا المنزلُ وكعنوانٍ منْ عناوينِ الأرثِ الحريريِّ الذي انتقلَ مع سعد الحريري إلى بيتِ الوسط.
وصحيحٌ أنَّ شرطَ السيدة نازك الحريري كانَ الابقاءُ على اسمِ رفيق الحريري على العقارِ بكاملهِ الملاصقِ للجامعةِ، لكنَّ عمليةَ البيعِ بحدِّ ذاتها (ومنْ دونِ النقاشِ في حقِّ العائلةِ بالتَّصرفِ بالاملاكِ)،
يُوحي وكأنَّ صفحةً منْ صفحاتِ تاريخِ لبنانَ الحديثِ قد طُويتْ مع البصمِ على إقفالِ البيتِ نهائياً وبشكلٍ رسميٍّ منذُ العام 2005 تاريخِ إغتيالِ الحريري ومغادرةِ زوجتهِ إلى فرنسا.
***
ومع التعثُّرِ الذي رافقَ ويرافِقُ استمراريةَ الرئيس سعد الحريري في مسيرتهِ الشخصيةِ والسياسيةِ وللأسفِ الصحِّيةِ منها شفاهُ اللهُ تعالى وأمدَّهُ بالعمرِ الطويلِ،
هناكَ شعورٌ عامٌ وكأنَّ المرجعيةَ السنِّيةَ في حالةِ،
فقدانِ توازنٍ مع عجزِ "النجيبِ" عنْ ملءِ الفراغِ وعنْ صفةِ القائدِ ومع القاماتِ الاخرى الغائبةِ عنْ الساحةِ او التي لا تَقدرُ على لعبِ دورِ الزعامةِ،
والخوفُ هنا أنْ يكونَ ما يجري في "غزة" باباً لتفلُّتِ هذا الشارعِ منْ جديدٍ نحوَ خياراتٍ متشدِّدةٍ لا يقبلها الشارعُ السنِّيُ حتى..
***
كتبنا بوجعٍ عنْ صفحةٍ تُطوى منْ صفحاتِ لبنانَ.. وللأسفِ نعيشُ كلَّ يومٍ حزنَ صفحاتٍ تطوى منْ هذهِ البلادِ. يغيبُ كبارٌ ويحلُّ الاقزامُ، تسقطُ صروحٌ، تنهارُ قطاعاتٌ،
ويغادرُ الشبابُ البلادَ للبحثِ عنْ لقمةِ العيشِ ليحلَّ محلهمْ النازحونَ، وفي الداخلِ يئنُّ خمسونَ بالمئةِ منْ الشبابِ تحتَ خطِّ الفقرِ والبطالةِ.
***
فهلْ منْ يُخبرنا عنْ مساحةِ ضوءٍ ونورٍ في هذا النفقِ المظلمِ؟
وهلْ منْ يُعطينا املاً في غدٍ لا نعرفُ كيفَ سيشرقُ علينا،
ونحنُ نعيشُ في كلِّ لحظةٍ اجواءَ حربٍ لا ندركُ كيفَ ستطلُّ علينا، ومنْ أينَ وما هي تداعياتها،
ولا سيما في ضوءِ التصعيدِ النوعيِّ في انواعِ الاسلحةِ المتبادَلةِ في الجبهتينِ على الحدودِ بينَ لبنانَ واسرائيل.
يكفيناً حُزناً وحسرةً... متى نَخرُجُ إلى الحياةِ؟