#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في وقتٍ كان بطريرك الموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يحتفلُ بالشعانينِ في بكركي،
كانتْ لافتةً جداً زيارةُ السفيرِ البابوي في لبنانَ إلى رميش على الحدودِ مع فلسطينَ المحتلةِ،
لمشاركةِ الاهالي المسيحيينَ الاحتفالَ باحدِ الشعانينِ لدى الطوائفِ التي تتبعُ التقويمَ الغربيَّ،
والحشدُ الذي اجتمعَ حولَ السفيرِ كانَ اكبرَ رسالةٍ على تمسُّكِ المسيحيين هناكَ بدورهمْ وحضورهمْ ورسالتهمْ في الجنوبِ، كما كانَ رسالةً منْ الفاتيكان عمَّا يعنيهِ هذا الحضورُ وهذا الامتدادُ للكنيسةِ الكاثوليكيةِ في أقصى الجنوبِ.
ماذا فعلتْ الدولةُ اللبنانيةُ؟ لا شيءَ..
أقصى ما قامتْ بهِ الحكومةُ توزيعُ بياناتِ الدعمِ ليسَ إلاَّ، فيما لم يسألْ أيُّ وزيرٍ او رئيسٍ الناسَ هناكَ عمَّا يريدونَ في وقتٍ أقصى،
ما يُطالبُ بهِ الاهالي تحييدُ قراهمْ عنْ القصفِ والتدميرِ وعنْ إنطلاقِ الصواريخِ وعنْ التغلغلِ بينَ الاحياءِ السكنيةِ..
***
فمنْ تحرَّكَ منْ الدولةِ لملاقاةِ الاهالي في هذا المطلبِ المحقِّ؟
وأينَ الوزراءُ مِمنْ يدَّعونَ المسيحيةَ في الحكومةِ، وأينَ النوابُ مِمنْ يدَّعونَ المسيحيةَ في مجلسِ النوابِ،
لم يشكلوا قوةَ ضغطٍ مع المعنيينَ وقوى الامرِ الواقعِ لتحييدِ هذهِ القرى وإعادةِ الاستقرارِ إليها؟
لا احدَ مهتمٌّ، فيما الفاتيكان وحدهُ يعي أهميةَ هذا الحضورِ وهذا الدورِ، امَّا منْ لدينا مِمنْ يسمُّونَ أنفسهمْ مسؤولينَ فيغرقونَ بالتفاهاتِ اليوميةِ والمماحكاتِ والنكاياتِ.
***
ولعلَّ الأخطرَ أنَّ حكومةَ "النجيبِ" لم تُقدِّمْ خطةَ طوارىء لإهلِ الجنوبِ بكاملهِ،
ولا بنتْ ملجأ ولا دعمتْ مستشفى او مستوصفاً، بلْ رسمتْ خطةً على الورقِ لناسٍ منْ ورقٍ، ولمشاريعَ منْ ورقٍ للطوارىءِ،
منْ دونِ تغطيةٍ ماليةٍ حتى، ومنْ دونِ توفيرِ الاعتماداتِ وذلكَ فقط للتعميةِ وللهروبِ إلى الامامِ.
تتسارعُ اكثرَ فأكثرَ خطواتُ التصعيدِ العسكريِّ الكبيرِ مترافقاً مع بدءٍ وشيكٍ منْ قبلِ اسرائيلَ لإجتياحِ رفح ومعارضةٍ اميركيةٍ واضحةٍ،
فيما نحنُ ننتظرُ قدرنا بعيونٍ مفتوحةٍ على القلقِ والخوفِ وربما الموتِ!