#الثائر
تحدثنا في مقال سابق عن دور الوسائل التكنولوجية لدى العدو الاسرائيلي وكيفية استثمار هذه الوسائل في حربه على لبنان، ولكن عملية جمع المعلومات وتنفيذ العمليات الأمنية بحاجة أيضاً الى العنصر التقليدي، المتمثل بالعنصر البشري أي العملاء، واسرائيل حاولت في السنوات الأخيرة بعد بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان تجنيد مئات العملاء وقد نجحت بذلك.
البداية من اغتيال المسؤول الثاني في حركة حماس صالح العاروري، حيث كان للعملاء دور كبير وبارز، أهم من الوسائل التكنولوجية المتطورة التي قيل أنها لعب الدور الاساسي بالاغتيال، فبحسب المصادر فإن العملاء كان لهم الدور الأكبر الذي مهد الطريق أمام استخدام الوسائل التكنولوجية لتنفيذ الاغتيال، وتُشير المصادر الى أن دور العملاء كان بارزاً ليس في يوم التنفيذ أو قبله بأيام فقط، بل في مرحلة سابقة تمكن خلالها العملاء من اختراق أشخاص محيطين ولصيقين بالعاروري، كانوا معه في الشقة التي استهدفت، كما أن التحقيقات مع من خرج حياً من الشقة أظهر أيضاً معلومات ثمينة حول كل هذه المسألة.
العملية الكبيرة الثانية التي كان للعنصر البشري دور فيها كانت اغتيال القيادي في المقاومة وسام طويل في خربة سلم، حيث لم تكن العملية نتيجة جهد تكنولوجي فحسب بل كان للعنصر البشري "العميل" دور أساسي فيها، من خلال اكتشاف الهوية ومراقبة الهدف ومعرفة مسألة قدومه الى بلدته واختيار منزل غير منزله للإقامة فيه، ورصده الى حين تنفيذ العملية بواسطة عبوة مزروعة على جانب الطريق.
هنا تستبعد المصادر أن يكون لأحد أقرباء المستهدف الذين فروا منذ فترة الى "اسرائيل" برفقة شخص آخر أي علاقة بعملية الاستهداف هذه التي كان فيها دور لعملاء آخرين، بالإضافة الى اسرائيليين متخصصين بعمليات الاغتيال نفذوا العملية المباشرة، ولكن بكل تأكيد كان لهذا الشخص علاقة بمعرفة اسرائيل "الكثير" عن هذا القيادي المهم وتاريخه الكامل.
بالطبع هناك عمليات كثيرة أخرى كان للعملاء دور أساسي فيها، ولا يتسع لها المجال لذكرها كاملة، ومسألة العملاء هذه تُعتبر جزءاً أساسياً من هذه الحرب التي يخوضها لبنان، بأجهزته الأمنية وجهاز أمن المقاومة.
وفي هذا السياق تكشف المصادر أن المعنيين بالمجال الأمني تمكنوا خلال هذه الحرب من توقيف أكثر من عميل، كما تم الاشتباه بآخرين وتتم ملاحقتهم ومراقبتهم اليوم بشكل مباشر، وقد يجري توقيفهم قريباً، مشيرة الى أن بعض العملاء الذين كان لهم دور في العمليات المذكورة أعلاه هم من الموقوفين منذ ما قبل بداية الحرب، ولكن تمكن العدو مطلع الحرب من الاستفادة من عملهم.
لا يتم الاعلان عن كل التوقيفات التي تحصل لأسباب أمنية تقول المصادر، مشيرة الى أن من غير المفيد إبلاغ المشغل بتوقيف العميل الآن لأن استمرار التواصل بين العميل ومشغله هو بمثابة كنز ثمين يمكن الاستفادة منه في هذه الحرب.
الأخبار