#الثائر
قال رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، ورئيس جمعية "غدي" فادي غانم : مثل كل عام في هذا الوقت تزين سماء لبنان اسراب الطيور المهاجرة التي تعبر شمالاً لقضاء فترة الصيف.
يقوم بعض الأشخاص بتطلق النار على هذه الطيور من باب التسلية ، خاصة على أسراب طيور اللقلق، التي تعبر في سماء لبنان، وينمُّ هذا التصرف عن جهل من قبل هؤلاء، وعدم إدراك لأهمية الحفاظ على هذه الطيور، ودورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضاف غانم: هذه الطيور تعبر مرتين سنوياً فوق بلاد الشام، فهي تقضي الشتاء في افريقيا، وفي أواخر آذار وشهر نيسان تهاجر شمالاً الى أوروبا الشرقية وتصل الى فنلندا، وتعود في أواخر آب وشهر أيلول إلى أفريقيا، ومن المهم معرفة أن هذا الطائر يتصف بحبه للعائلة، فهو يتحد مع شريك واحد طوال حياته، ويبني أعشاشه في فصل الربيع، في الدول الأوروبية، حيث تفقس الفراخ بعد فترة حضانة تدوم ٢٣-٢٤ يوماً، ويعتني الزوجان بالفراخ مدة حوالي ٥٦ يوماً تقريبا، حتى تصبح قادرة على الطيران ومغادرة العش.
وأوضح غانم أن هناك عدداً كبير من الدراسات، التي تتم على هذه الطيور، التي يتم ترقيمها، وتزويده ببعض اجهزة المراقبة، وأن قتلها يوقف تلك الدراسات، ويسبب هدراً لآلاف الدولارات.
كما أن هذه الطيور جلّها من الطيور الجارحة أي أنها لا تؤكل وتقتل خلال مرورها فوق لبنان، وهذه الطيور حرام صيدها نظرا لمنافعها الكثيرة بحيث نخسر حلقة مهمة من حلقات التوازن البيئي، كونها خلال مرورها تقتات على الجرذان والفئران والافاعي والحشرات ومنها دودة الصندل، كما وتؤدي دوراً في الحفاظ على التنوع البيولوجي، خاصة داخل المحميات الطبيعية.
وقال غانم: يجب على وقف اطلاق النار على الطيور العابرة، خاصة في هذا الوقت بالذات، حيث تكون في فترة التزاوج والتكاثر، ويجب علينا حمايتها.
وندعو وزير الداخلية والبلديات، والقوى الأمنية، والقضاء، وكل المعنيين، إلى التشدد في تطبيق قانون الصيد، وقانون الأسلحة والذخائر، وملاحقة كل من يرتكب المخالفات، ولقد حان الوقت للتخلص من الفوضى، واعادة تفعيل حماية الطبيعة في لبنان.
وأشاد غانم بدور المحميات، في الحفاظ على الحياة البرية وكذلك نظام الحمى الذي أطلق حديثاً وقال: إن هذا النموذج يؤكد الحاجة إلى تطبيق رؤية الاتحاد الدولي لصون الطبيعة 30-30 الهادفة إلى توسعة المناطق المحمية، لتشمل أكبر قدر ممكن من المناطق في لبنان والعالم.
وختم غانم: إننا ندعو الجميع إلى تفهم أهمية الحفاظ على الحياة البرية، والإقلاع عن العادات السيئة، بقتل هذه الطيور، فالمسألة ليست للتسلية، وإن السلوك غير المسؤول، يُحدث ضرراً كبيراً للدراسات البيئية والحياة البرية.