#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كمْ هي جميلةٌ تلكَ اللحظاتُ التي رأينا فيها "الرئيسَ" يدخلُ قصرَ بعبدا،
وكمْ هو عظيمٌ ذاكَ الشعورُ برؤيةِ الرؤساءِ والوزراءِ يأتونَ منْ الخارجِ للتهنئةِ والمباركةِ في مشهدٍ هو طبيعيٌّ وبديهيٌّ في أيَّةِ دولةٍ ، فيما صارَ في لبنانَ منْ عجائبِ الدنيا.
ها هي الحركةُ تدبُّ في قصرِ بعبدا منْ جديدٍ والناسُ في الشارعِ لا تزالُ تحتَ تأثيرِ خطابِ القسمِ المتماسكِ والمفصليِّ..
همُ الناسُ الطيِّبونَ الذينَ لا يريدونَ الكثيرَ منْ أيِّ عهدٍ جديدٍ سوى الطمأنينةِ ودولةِ القانونِ والقضاءِ المستقلِ والامنِ والسلاحِ الواحدِ وإستعادةِ الاموالِ،
وفُرَصِ العملِ وعدمِ الموتِ على ابوابِ المستشفياتِ وتأمينِ العلمِ والنقلِ والكهرباءِ منْ دونِ ذلٍّ...
***
كلُّ هذا منْ احلامٍ وافراحٍ بميلٍ، فيما بدأتْ تلوحُ في الأفقِ الاخبارُ والتسريباتُ عنْ تسوياتٍ وتركيباتٍ لا نريدُ أنْ نصدِّقها،
لأنَّ مصدرها بعضُ الغرفِ السوداءِ التي تُذكِّرُ بالماضي الحزينِ.
فنحنُ لا يمكننا أنْ نصدِّقَ أنَّ منْ تلا علينا خطابَ القسمِ التاريخيِّ يُمكنُ أنْ يقبلَ بتسويةٍ منْ هنا ومحاصصةٍ منْ هناكَ، وتعييناتٍ تُفرضُ منْ هنا وتشكيلاتٍ منْ هناكَ.
ولا يمكنُ لهذا الرئيسِ السياديِّ،
أنْ يقبلَ بأيِّ تفسيرٍ آخرَ لبنودِ القرارِ 1701 ، ولا يُمكنُ أنْ يُفرِّطَ بسطرٍ منْ سطورِ الاتفاقِ لناحيةِ وحدةِ البندقيةِ والسلاحِ الشرعيِّ على كاملِ الاراضي اللبنانيةِ.
***
ومع ذلكَ نقولُ حذارِ الأفخاخَ، ونحنُ اليومَ امامَ جلساتِ إستشاراتٍ نيابيةٍ ملزمةٍ..
فهلْ يمكنُ أنْ نخذلَ الناسَ باسمٍ معيَّنٍ لرئاسةِ الحكومةِ يُقالُ أنَّ الثنائيَّ فرضهُ في "لقاءِ الساعةِ" قبلَ الدورةِ الثانيةِ منْ انتخابِ الرئيسِ عون على اجاندا الضماناتِ والشروطِ امامَ وصولِ العماد جوزف عون .
نخشى على فخامةِ الرئيسِ القائدِ منْ إنزلاقةِ الخطوةِ الاولى،
لأنَّ الذي "خرَبَ" لا يُمكنُ أنْ يُعمِّرَ، ومنْ مارسَ السلطةِ بشكلٍ تسلُطيٍّ واحاديٍّ ومخالفٍ للدستورِ وتآمرَ على حقوقِ الناسِ والمودعينَ،
لا يمكنُ أنْ يستلمَ الحكومةَ منْ جديدٍ خصوصاً أنهُ يأتي باصواتِ الثنائيِّ وقريبينَ منهُ ولنْ تُصوِّتَ لهُ المعارضةُ...
ألا يحقُّ لنا أن نخشى على الرئيسِ عون في الاسبوعِ الاوَّلِ؟