#الثائر
- " الهام سعيد فريجة "
في اولِ رمضان تأتي الضرباتُ العسكريةُ المتتاليةُ ضدَّ مدينةِ بعلبك لتزيدَ الاجواءَ إحتقاناً وتصعيداً وسطَ حالةِ ترقُّبٍ وحذرٍ (أقلَّهُ حتى الساعةَ) منْ قِبلِ حزبِ اللهِ الذي كما يبدو يُمارسُ أقصى درجاتِ ضبطِ النفسِ في مقابلِ الإستدراجِ الاسرائيليِّ لحربٍ واسعةٍ.
هذا ما تريدهُ اسرائيل: الحربُ في مقابلِ ضغطٍ اوروبيٍّ واميركيٍّ عليها، لوقفِ آلةِ القتلِ في غزة ورفح ولبنان،
ويُقابلُ ذلكَ قرارٌ لدى الحزبِ وايران بعدمِ الإنجرارِ إلى حربٍ اقليميةٍ واسعةٍ إنْ كانَ عنْ عجزٍ او تجنُّباً لتفَلُّتِ الامورِ وخسارةِ ورقةِ حزبِ اللهِ بعدما صارَ محتوماً أنَّ حماس تفقدُ اوراقها شيئاً فشيئاً، والمسألةُ هي مسألةُ وقتٍ.
***
ماذا يفعلُ لبنان؟
صارَ واضحاً أنَّ "النجيبَ" الذي سوَّقَ لإتفاقِ رمضان وهدنةِ رمضان، تنقصهُ المعلوماتُ وحتى الإشاراتُ،
حتى بعدما غادرَ آموس هوكستين لبنان إلى اسرائيل، ارسلَ بعدَ ثلاثةِ ايامٍ ورقةً حولَ المطالبِ الاسرائيليةِ وتتضمَّنُ آليةَ حلٍّ لم يطَّلعْ عليها "النجيبُ"،بلْ ذهبتْ مباشرةً إلى الثنائيِّ..
فماذا يقولُ "النجيبُ" للبنانيينَ؟
هلْ لا يزالُ يعتبرُ أنه المفاوضُ باسمِ الدولةِ اللبنانيةِ؟
هلْ يعرفُ ماذا تتضمَّنُ الورقةُ؟
وهلْ يُمكنُ لهذهِ الورقةِ تجنيبُ لبنانَ حرباً واسعةً بعدَ نهايةِ رمضان؟
***
نعيشُ في الدوَّامةِ نفسِها منذُ السابعِ منْ تشرين على الصعيدِ الامنيِّ والعسكريِّ، والخوفُ أنْ يستمرَّ النزفُ على هذا المنوالِ اشهراً إلى الامامِ،
فأيُّ صيفٍ سيحلُّ علينا، وأيُّ سياحةٍ؟
وحتى منْ سيأتي منْ المغتربينَ واللبنانيينَ لتمضيةِ اعيادِ الفطرِ والفصحِ الغربيِّ في البلادِ الغارقةِ في أزماتها، والمنتظرةِ بينَ لحظةٍ واخرى،
حرباً قد تقعُ وقد لا تقعُ، لكنها تُبقي الناسَ اسرى الخوفِ والقلقِ.
كيفَ لبلدٍ أنْ يتحضَّرَ للمستقبلِ وهو غارقٌ في أزماتٍ حاضرةٍ وإنهياراتِ كلِّ القطاعاتِ فيهِ؟
هلْ هو قدَرٌ أنْ نعيشَ في التعاسةِ منذُ ولدنا ولغايةِ اليومِ؟ والخوفُ أنْ تعيشَ الاجيالُ المقبلةُ السؤالَ نفسهُ!