#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حتى الساعةَ لا يبدو أنَّ حلولَ شهر رمضان المبارك سيوقفُ آلةَ الحربِ الاسرائيليةِ عنْ اعمالها العسكريةِ في غزة، وعنْ اعتداءاتها ضدَّ لبنان، ولا يبدو أقلَّهُ كما هو ظاهرٌ أنَّ نتنياهو سيوقفُ الحربَ خلالَ الشهرِ الفضيلِ ما دامتْ مفاوضاتُ الهدنةِ لم تُؤتِ ثمارها بعدُ.
وما دامتْ النيَّةُ الاسرائيليةُ واضحةً بالاستمرارِ بالحربِ رغمَ كلِّ المساعي واوَّلها الاميركيةُ.
هلْ تذهبُ اسرائيل أبعدَ مِما يجري؟
تقولُ مصادرُ ديبلوماسيةٌ عربيةٌ أنَّ المراوحةَ العسكريةَ بسقوفها الحاليةِ ستستمرُّ أقلَّهُ حتى نهايةِ شهر رمضان لتتبلور بعدهُ معالمُ المرحلةِ المقبلةِ،
وقد يكونُ شهرُ رمضان فرصةً لمحاولةِ إحداثِ خرقٍ في جدارِ الحربِ المستمرَّةِ، فإذا سقطتْ هذهِ الفرصةُ،
لا يُستبعدُ أنْ يكونَ منتصفُ شهرِ نيسان موعداً لتصعيدٍ اكبرَ يطالُ أكثرَ منْ جبهةٍ وتتوسَّعُ جغرافيتهُ وسقوفهُ،
لا سيَّما بعدَ كلامِ نتنياهو منْ أننا سنعيدُ مواطنينا في الشمالِ سواءً بالطرقِ الديبلوماسيةِ او بالطرقِ العسكرية.
***
هذا الوضعُ ألا يستدعي إعادةَ ترتيبِ الاولوياتِ في لبنانَ، واوَّلها على صعيدِ الفراغِ في رئاسةِ الجمهوريةِ؟
تُجيبُ المصادرُ عينها أنْ لا شيءَ تغيَّرَ في الأفقِ حتى الساعةَ فيما يتعلقُ بالرئاسةِ،
وتبدو مبادرةُ الاعتدالِ وكأنها تدورُ في الحلقةِ المفرغةِ، رغمَ محاولاتِ الإنعاشِ بعدَ لقاءِ الكتلةِ رئيسَ المجلسِ الذي "يتعاملُ بإيجابيةٍ كما قالَ معها".
فإلى أينَ تذهبُ هذهِ الإيجابيةُ وما هو شكلُ التشاورِ الذي يسمحُ بهِ بري بعدما حدَّدَ مستشارهُ السياسيُّ شكلَ الحوارِ وآليَّتهُ، وبعدما رفضَ بري بدورهِ تداعي النوابِ لجلساتِ تشاورٍ فانتخابٍ.
***
وعليهِ نحنُ نستمرُّ في المراوحةِ الحاليةِ أقلَّهُ في الاسابيعِ المقبلةِ، إلاَّ إذا طرأ حادثٌ كبيرٌ قد يُفعِّلُ الحربَ على الصعيدِ العسكريِّ او على الصعيدِ الداخليِّ، إذا جرتْ تسويةٌ مؤقَّتةٌ فضَّلتْ الملفَّ الرئاسيَّ اللبنانيَّ عمَّا يجري في المنطقةِ وجرى "خرقٌ ما"، يتمُّ بعدهُ انتخابُ رئيسٍ وهذا مستبعدٌ...
انتظارٌ آخرُ منْ الانتظاراتِ الحزينةِ!