#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في جمهوريةِ الفشلِ يبدو اضرابُ موظفي القطاعِ العامِ المفتوحُ أكثرَ منْ رسالةِ ضغطٍ في وجهِ الحكومةِ،
لأنهُ صارَ وسيلةَ تعطيلٍ في وجهِ المواطنينَ الذينَ تحوَّلوا إلى رهائنَ للسلطةِ بكلِّ مقوِّماتها بمنْ فيهمْ رهائنُ موظفي القطاعِ العامِ.
وصحيحٌ أنَّ لهؤلاءِ حقوقاً لدى الدولةِ، ولكنْ لا نفهمُ كيفَ يُمكنُ للدولةِ أنْ تدفعَ لهمْ تعويضاتهمْ وتُقرُّ لهمْ زياداتٍ،
وهمْ يُضربونَ وهمْ يأتونَ إلى الادارةِ قبلَ الاضرابِ حتى،
بربعِ دوامٍ او ربما أقلَّ، ومع ساعاتِ دوامٍ مختصرةٍ، ومدفوعٌ بدلُ النقلِ فيها عنْ كلِّ يومِ عملٍ.
***
ولعلَّ ما يجري مع مستوردي الاسماكِ الطازجةِ واللحومِ في مطارِ بيروتَ نتيجةَ إضرابِ موظفي الزراعةِ والقطاعِ العامِ، اكبرُ دليلٍ.
فهلْ يُعقلُ مثلاً أنْ تنتظرَ اللحومُ والاسماكُ الطازجةُ على سبيلِ المثالِ اياماً حتى يُفكَّ الاضرابُ،
ليتمَّ إدخالها إلى السوقِ وذلكَ نتيجةَ إشتراطِ فحصها منْ قبلِ موظفي المعاهدِ التابعةِ للزراعةِ وغيرها..
فهلْ يُعقلُ على سبيلِ المثالِ أنْ يخسرَ هؤلاءُ التجارُ آلافَ الدولاراتِ نتيجةَ تلفِ ما يستوردونهُ او حتى خطرَ إدخالِ هذهِ البضائعُ إلى السوقِ وهي تالفةٌ.
***
ولعلَّ السِجالَ الذي حصلَ بينَ وزيرِ الزراعةِ ووزيرِ الاقتصادِ،
حولَ شحنةِ القمحِ في مرفأِ بيروتَ، اكبرُ دليلٍ على الخفَّةِ في التعاطي مع شؤونِ الناسِ ومع أمنهمْ الغذائيِّ.
هلْ يُمكنُ لاحدٍ أنْ يقولَ لنا ما هي العائداتُ التي تفقدها الدولةُ منْ الدوائرِ العقاريةِ ومنْ TVA ومنْ الماليةِ وهيئةِ ادارةِ السيرِ وغيرها، نتيجةَ الاقفالاتِ والملاحقاتِ والاضراباتِ المتتاليةِ؟
***
اكثرُ منْ ثماني وزاراتٍ مقفلةٌ، ويُضربُ الموظفونَ فيها،
والخطيرُ فيها أنَّ المطالبَ للقطاعِ العامِ صارتْ محصورةً بزياداتٍ تُراوحُ ما بينَ 300 و 500 دولار،
فكيفَ تُؤمَّنُ هذهِ الاموالُ ومنْ أينَ؟
وهلْ يُعقلُ دفعها لموظفينَ لم تتمَّ عمليةُ تقييمهمْ، ودراسةُ اوضاعهمْ كما يُطالبُ صندوقُ النقدِ؟
ألسنا امامَ غنجٍ وتعجيزٍ؟
***
وإذا كانَ العسكرُ في الجيشِ اللبنانيِّ يقبضُ زيادةً على راتبهِ المتآكلِ مبلغَ مئةِ دولارٍ اميركيٍّ،
نتيجةَ هبةٍ اميركيةٍ – قطريةٍ أمميةٍ وتنتهي في آذار،
فكيفَ يُعقلُ أنْ يقبلَ العسكرُ بعدها بمبالغَ لا تتجاوزُ المئةَ دولارٍ،
فيما المؤسسةُ عاجزةٌ عنْ دفعِ ثمنِ غذاءٍ لهمْ...!